لاستغناء القسم عنه, والجملة المذكورة وإن كانت جواباً للقسم بحسب المعنى لكنّه لا تسمّى جواباً بحسب اللفظ في الاصطلاح لاقتضاء القسم للصدارة لكونه إنشاءً (و½عن¼ للمجاوزة) أي: لبُعد شيء عن شيء آخر بسبب إحداث المصدر المعدّى بها سواء كان بُعد شيء عن مجرورها نحو ½رميت السهم عن القوس¼ أو بُعد مجرورها عن شيء نحو ½أطعمته عن الجوع¼, فتبيّن أنّ ½عن¼ قد تدخل على المتجاوَز عنه وقد تدخل على المتجاوِز (و½على¼ للاستعلاء) حقيقةً نحو ½زيد على السطح¼ أو مجازاً نحو ½عليه دين¼, كأنه يحمِل ثقلَ الدَين على عنقه وظهرِه (وقد يكونان) أي: ½عن¼ و½على¼ (اسمين) بمعنى ½جانب¼ و½فوق¼ (بدخول ½مِنْ¼) حال من ضمير ½تكونان¼, أي: تكونان اسمين حال كونهما متلبِّسَينِ بدخول ½مِنْ¼ عليهما, فدخول ½مِن¼ عليهما علامة كونهما اسمَين نحو ½جلست من عن يمينه¼ أي: من جانب يمينه, و½نزلت من عليه¼ أي: من فوقه (والكاف للتشبيه) في الصراح: التشبيه ½مانند كردن¼ نحو ½الأستاذ كالأب¼ (وزائدة) بالرفع عطفاً على قوله ½للتشبيه¼, نحو قوله تعالى ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ﴾ [الشورى:١١] أي: ½ليس مثله شيء¼, وقيل الزائد هو لفظ ½مثل¼ كما في قوله تعالى ﴿فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ﴾ [البقرة:١٣٧] وقيل لا زيادة فيه بل هو من قبيل الكناية على طريقة قولهم ½ليس لأخي زيد أخ¼ أي: ليس له أخ بالمرّة؛ إذ لو كان له أخ لكان لأخيه أخ وهو زيد (وقد تكون) الكاف (اسماً) بمعنى ½مثل¼ نحو ÷ يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ الْمُنْهَمِّ ÷ أي: عن أسنان مثلِ البَرَد الذائب, ولا تكون الكاف اسماً عند سيبويه والمحققين إلاّ في الضرورة, وقال كثير منهم الأخفش والفارسي يجوز في الاختيار فجوّزوا في مثل ½زيد كالأسد¼ أن يكون الكاف في موضع رفع و½الأسد¼ مخفوضاً بالإضافة (وتختصّ) الكاف (بــ) الاسم (الظاهر) عند الجمهور فلا يقال: ½كَكَ¼ أو ½كَه¼, وأمّا قولهم ½ما أنا كأنت¼ و½ما أنت كأنا¼ فلأنّ الضمير المنفصل عندهم كالمظهر كذا في الصحاح (و½مذ¼ و½منذ¼) هما حرفا جرٍّ إذا انجرَّ ما بعدهما عند الأكثرين, وبعضُ البصريين على أنهما اسمان وما بعدهما مجرور بالإضافة, وإذا لم ينجرَّ ما بعدهما فلا خلاف في كونهما اسمَين وقد مرّ ذلك في بحث الظروف, ولذا لم يتعرّض المصـ لبيان اسميّتهما (للزمان للابتداء) بدل اشتمال من قوله ½للزمان¼, أي: ½مذ¼ و½منذ¼ لابتداء الفعل (في) الزمان (الماضي) نحو ½سافرت من كراتشي مذ يوم الجمعة¼ أي: مبدأ مسافرتي