والباء أعم منهما فى الجميع ويتلقى القسم باللام و½إن¼ وحرف النفي وقد يحذف جوابه إذا اعترض أو تقدمه ما يدل عليه
لَأَكِيدَنَّ أَصۡنَٰمَكُم﴾ [الأنبياء:٥٧] وقوله تعالى ﴿تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف:٨٥] فلا يقال ½تالرحمن لأصومنّ غداً¼ (والباء أعمّ منهما) أي: من الواو والتاء (في الجميع) أي: في جميع ما ذكر, فتستعمل عند حذف الفعل وذكرِه, وللسؤال وغيره, ومع الاسم الظاهر والمضمر, ومع اسم الجلالة وغيره تقول ½أقسم بالله وبالرحمن وبه لأكرمنّ زيداً أو أَكْرِمْ زيداً¼ (ويُتَلقّى) في الصحاح: تلقّاه استقبله, ومنه قوله تعالى ﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ﴾ [البقرة:٣٧] أي: استقبلها, وفي الحديث: ½نهى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن تلقّي الجلب¼ أي: عن استقبال ما يجلب إلى البلد, فالمعنى أنه يُستقبَل (القسمُ) الذي لغير السؤال, أي: يؤتى في جوابه (باللام) نحو قوله تعالى ﴿ تَٱللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصۡنَٰمَكُم﴾ [الأنبياء:٥٧] (و) بــ(½إنّ¼) نحو قوله تعالى ﴿إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ﴾ [الليل:٤] (و) بــ(حرف النفي) كقوله تعالى ﴿ وَٱلضُّحَىٰ [١] وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ [٢] مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ﴾ [الضحى:٣,١], وتفصيل الكلام على ما يقتضيه المقام أنّ القسم الذي لغير السؤال جوابه إمّا جملة اسميّة مثبتة فيلزمها ½إنّ¼ أو اللام وقد يجمع بينهما وحينئذ يدخل اللام على الخبر, وإمّا جملة اسمية منفية فيلزمها ½مَا¼ أو ½لاَ¼ أو ½إنْ¼ النافيةُ, وإمّا جملة فعليّة مثبتة فإنْ كان فعلها ماضياً غير متصرّف أو متصرّفاً في معنى التعجّب أو المدحِ يلزمها اللام, وإن كان ماضياً متصرّفاً لا في معنى التعجّب أو المدح يلزمها مع اللام ½قد¼ أو ما في معناها كـ½ربّما¼, وقد يقدّر ½قد¼ ويكتفى باللام باللفظ ولا يكتفى بـ½قد¼ إلاّ إذا طال القسم أو كان في ضرورة الشعر نحو قوله تعالى ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا﴾ [الشمس:٩], وإن كان مضارعاً استقباليًّا يلزمها اللام مع نون التأكيد إن دخلت اللام على نفس المضارع, ولا يكتفى عن اللام بالنون إلاّ في ضرورة الشعر, وإذا لم يدخل اللام على نفس المضارع يكتفى باللام نحو ﴿وَلَئِن مُّتُّمۡ أَوۡ قُتِلۡتُمۡ لَإِلَى ٱللَّهِ تُحۡشَرُونَ﴾ [آل عمران:١٥٨], وإن كان مضارعاً حاليًّا يكون باللام من غير النون, وإمّا جملة فعليّة منفيّة فيلزم في الماضي ½مَا¼ أو ½لاَ¼ وفي المضارع استقباليًّا كان أو حاليًّا ½مَا¼ أو ½لاَ¼ مع النون أو بدونها, وهذا كلّه إذا لم يكن الجواب شرطيّة امتناعيّة فإنه لا يصدّر حينئذ إلاّ بـ½لو¼ (وقد يحذف جوابه) أي: جواب القسم (إذا اعترض) القسم, يقال ½اعترض الشيء¼ أي: صار كالخشبة المعترضة في النهر, فالمعنى: إذا صار القسم كالخشبة المعترضة في النهر أي: متوسِّطاً بين أجزاء الجملة التي تدلّ على الجواب نحو ½زيد والله شاعر¼ و½ضرب والله زيد¼ و½إن تذهب والله أذهب¼ (أو تقدّمه) أي: تقدّم على القسم (ما يدلّ عليه) أي: على جوابه نحو ½زيد شاعر والله¼ و½ضرب زيد والله¼ و½إن تذهب أذهب والله¼ و½الهلال والله¼ فجواب القسم في هاتين الصورتين محذوف