واللام للاختصاص والتعليل وزائدة وبمعنى عن مع القول وبمعنى الواو في القسم للتعجب ورب للتقليل ولها صدر الكلام مختصة بنكرة موصوفة على الأصح وفعلها ماض
يده¼, قال الله تعالى ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ﴾ [البقرة:١٩٥] أي: ½لا تلقوا أنفسكم إلى الهلاك بترك الجهاد¼, وكقوله تعالى ﴿وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا﴾ [النساء:٧٩] أي: ½كفى الله شهيداً¼, ونحو قولك ½حسبك بزيد¼ (واللام للاختصاص) أي: للارتباط والمناسبة, أعمَّ من أن يكون بملك نحو ½القلم للولد¼, أو باستحقاق نحو ½الجل للفرس¼, أو بنسبة نحو ½زيد ابن لبكر¼ (و) لـ(التعليل) أي: لبيان العلّة سواء كانت غائيّةً نحو ½ضربته للتاديب¼, أو باعثةً نحو ½قعدت عن الحرب للجبن¼ (وزائدة) بالرفع عطفا على قوله ½للاختصاص¼ نحو ½ردف لكم¼ (و) تجيء (بمعنى ½عن¼) إذا كانت (مع) لفظ (القول) ومشتقاته, قال الله تعالى ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِ﴾ [الأحقاف:١١] أي: عن الذين آمنوا الآية (وبمعنى الواو في القسم) أي: بمعنى واو القسم (للتعجّب) أي: للأمر العظيم الذي يستحِقّ أن يتعجب منه نحو ½لله لتقومنّ الساعة¼ و½لله ليبعثن¼, فلا يقال ½لله لقد قام زيد¼ إلاّ أن يكون قيام زيد عجيب الشان (و½ربّ¼ للتقليل) أي: لإحداث أنّ المتكلم يستقلّ مدخولها وإن كان كثيراً في الواقع كقولك ½رب رجل لقيته¼ في جواب من قال ½مَا لقيتَ رجلاً¼, أي: لا تنكر لقائي للرجال بالمرّة فإنّي لقيتُ منهم شيئاً وإن كان قليلاً, وهذا هو معناها الموضوع له, ثم استعملت في ضده كثيراً حتّى صارت في معنى التكثير كالحقيقة وفي التقليل كالمجاز المحتاج إلى القرينة نحو ½رب بلدة قطعتها¼ (ولها) أي: لكلمة ½ربّ¼ (صدر الكلام) فلا يقال ½لقيت ربّ رجل صالح¼, وهي (مختصّة بنكرة موصوفة) ليتحقّق التقليل الذي هو مدلول ½ربّ¼, والمراد بالموصوفة أعمّ من أن تكون حقيقة نحو ½ربّ رجل كريم لقيته¼ أو حكماً نحو ½ربه رجلاً لقيته¼ فإنّ التمييز للضمير المبهم كالوصف له, والوصف أعمّ من أن يكون بمفرد أو بجملة نحو ½ربّ رجل أبوه شاعر¼ و½ربّ رجل لقيته¼ (على) المذهب (الأصح) قيدٌ لقوله ½موصوفة¼ لا لـ½نكرة¼ أيضاً؛ لأن اختصاصها بالنكرة متفق عليه, وهو مذهب أبي علي والمبرّد وابن السراج, وقال الأخفش والفرّاء ومن وافقهما إنه لا يجب كون النكرة موصوفة, والمختار عند المصـ الوجوب (وفعلها) أي: فعل كلمة ½ربّ¼ العاملُ فيها الذي يتعلَّق به ½ربّ¼ هو فعل (ماضٍ) وهو مذهب أكثر النحاة منهم المبرد والفارسي, وذهب بعض النحويين إلى أنه يجوز أن يكون ماضياً وحالاً ومستقبلاً والمُضِيّ أكثر, وهو اختيار ابن مالك وهو الصحيح, كذا في التكلمة