احترازٌ عمّا وقع منفيًّا نحو ½ما زيد يسير سيرًا¼ فإنه لا يجب حذف الفعل فيه (بعد نفي أو) بعد (معنى نفي) احترازٌ عن نحو ½زيد يسير سيرًا¼ فإنه أيضًا لا يجب الحذف فيه (داخلٍ) ذلك النفيُ أو معنى النفي (على اسم) احترازٌ عن نحو ½ما سرت إلاّ سيرًا¼ و½إنّما سرت سيرًا¼ فإنه ليس من هذا الباب (لا يكون) أي: لا يصلح أن يكون المفعول المطلق (خبرًا عنه) أي: عن ذلك الاسم بأن يكون ذلك الاسم عينًا والمفعول المطلق حدثًا محضًا فإنه لا يخبر عن الجثة بالحدث المحض, وفيه احترازٌ عن نحو ½ما سيري إلاّ سيرٌ شديدٌ¼؛ فإنّه لايصح نصبه فضلاً عن وجوب حذف ناصبه (أو وقع) المفعول المطلق (مكررًا) بعد اسم لا يصلح أن يكون المفعول المطلق خبرًا عنه, وفي الجمع بين الضابطتين إشارة لطيفة وهي أنهما قد تجتمعان نحو ½ما زيد إلاّ سيرًا سيرًا¼ (نحو ½ما أنت إلاّ سيرًا¼) أي: تسير سيرًا (وما ½أنت إلاّ سيرَ البريد¼) أي: تسير سيرَ البريد, وإنما أورد مثالين لِما وقع مثبتًا بعد نفي؛ إشارةً إلى أنه قد يكون نكرة كما في المثال الأول, وقد يكون معرفة كما في الثاني (و½إنما أنت سيرًا¼) أي: تسير سيرًا, مثال لما وقع بعد معنى النفي, وكذا قولك: ½إنما أنت سيرَ البريد¼ (و½زيد سيرًا سيرًا¼) أي: يسير سيرًا, مثال لما وقع مكررًا, وهذه الأمثلة يقال للمسافر الذي لا يزال يسافر (ومنها) أي: من تلك المواضع (ما) أي: موضع (وقع) فيه المفعول المطلق حال كونه (تفصيلاً لأثر مضمون جملة متقدمة) أي: سابقةٍ على المفعول المطلق خبريةً كانت نحو ½زيد يكتب فإمّا قرأةً بعدُ أو بيعًا¼ و½يشري طعامًا فإمّا بيعًا بعدُ وإمّا أكلاً¼ أو إنشائية (مثل) قوله تعالى ﴿فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ﴾ أي: بعد شدّ الوثاق (﴿وَإِمَّا فِدَآءً ﴾) [محمد:٤] فقوله ½فشدوا الوثاق¼ جملة إنشائية متقدمة على المفعول المطلق وهو ½منًّا¼ و½فداءً¼, ومضمونها ½شدّ الوثاق¼؛ إذ المراد بمضمون الجملة المصدرُ المفهوم منها المضافُ إلى الفاعل أو المفعول, وأثر هذا المضمون القتلُ أو الاسترقاقُ أو المنُّ أو الفداءُ؛ إذ المراد بأثر مضمون الجملة الغرضُ المطلوب من المضمون, وقوله ½فإمّا منًّا بعد أو فداءً¼ تفصيل هذا الأثر؛ إذ المراد بالتفصيل بيان أنواعِ الغرض المحتملةِ, فوجب حذف فعلهما والتقدير: ½فإمّا تمنّون منًّا بعد شدّ الوثاق وإمّا