المسكين مرحومًا¼ و½أنا عبد الله آكلاً كما يأكل العبيد¼ و½هو الحق مصدِّقًا¼, وإنما سمّي الكل مؤكِّدة لأن في الاستدلال أيضًا نوعَ تاكيدٍ للمدلول (مثل ½زيد أبوك عطوفًا¼) فـ½عطوفًا¼ حال مؤكِّدة لأن العطف لا ينتقل عن الأب غالبًا (أي: أحقه) عطوفًا¼ أي: ½أثبتّه عطوفًا¼, فحذف ½أحقّه¼ وجوبًا (وشرطها) أي: شرط الحال في وجوب حذف عاملها (أن تكون) الحال المؤكِّدة (مقرّرة) أي: مؤكِّدة (لمضمون جملة) فإن كانت مقررة لجزء الجملة لا يجب الحذف كما في قوله تعالى:﴿ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗ﴾ [المزمل:١٥] (اسمية) صفة ½جملة¼ فإن كانت مقرّرة لمضمون جملة فعلية لا يجب الحذف أيضًا كما في قوله تعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ﴾ [آل عمران:١٨] و﴿وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ﴾ [النمل:٨٠] ولما فرغ عن الحال شرع في التمييز فقال (التمييز) أي: منه التمييز, ويقال له التبيين والتفسير والمميِّز بكسر الياء (ما) أي: هو اسم جنس (يرفع الإبهام) أي: يزيل الخفاء, وفيه احتراز عن البدل؛ لأنه لا يزيل الخفاء عن المبدل منه فإنه تركُ مبهمٍ وإيرادُ معيّنٍ (المستقِّر) بكسر القاف صفة ½الإبهام¼ أي: يرفع الإبهام الثابت في الوضعِ, وفيه احتراز عن صفةِ لفظٍ مشترك في نحو ½رأيت عينًا جارية¼ فإنّ ½جارية¼ يرفع الإبهام عن ½عينًا¼ لكنه ليس بمستقر في وضعه بل نشأ في الاستعمال لتعدد الموضوع له (عن ذات) متعلق بـ½يرفع¼, وفيه احتراز عن الصفة والحال في قولك ½جاءني رجل طويل¼ و½مررت بهند راكبةً¼ فانهما يرفعان الإبهام المستقر ولكن لا عن ذات بل عن وصف (مذكورة) صفة ½ذات¼ نحو ½عندي رطل زيتًا¼ فإن ½زيتًا¼ اسم جنس يرفع الإبهام عن ذات ½رطل¼ (أو مقدّرة) نحو ½طاب زيد عِلمًا¼ فإنّ ½علمًا¼ اسم جنس يرفع الإبهام عن ذات مقدّرة؛ إذ لا إبهام في ½طاب¼ ولا في ½زيد¼ ولا في النسبة بل المبهمُ هو الأمر المقدّر فإنه في قوة قولنا ½طاب أمر من أمور زيد¼ وفُسِّر ذلك الأمرُ بـ½علمًا¼, فالمبهم في الحقيقة هو الأمر المنسوب إلى زيد لا النسبة, وقولهم: ½إنه تمييز عن النسبة¼ مجاز نظرًا إلى أنّ الإبهام ناش عن جهة النسبة, وفي قوله ½مذكورة أو مقدرة¼ إشارة إلى أن التمييز على قسمين أحدهما مايرفع الإبهام عن ذات مذكورة, والثاني ما يرفع الإبهام عن ذات مقدرة (فـ) القسم (الأوّل) أي: ما يرفع الإبهام عن ذات مذكورة (عن مفرد) كلمة ½عن¼ للتعليل كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ﴾ [الكهف:٨٢] وقوله تعالى: ﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا﴾ [البقرة:٣٦] تفيد أنّ ما بعدها سبب