ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة:٤٠] (ومنها) أي: من الظروف المبنية (½أين¼ و½أنّى¼) هما (للمكان) حال كونهما (استفهاماً وشرطاً) أي: هما للمكان حال كونهما للاستفهام والشرط, وفي جعلهما عينَ الاستفهام والشرط إشارةٌ إلى رسوخهما فيهما, نحو ½أين زيد¼ و½أين تذهب أذهب¼ و½من أنى عشرون¼ و½أنى تجلس أجلس¼, في الرضي أنه لايستعمل ½أنى¼ بمعنى ½أين¼ إلاّ مع ½مِنْ¼ ظاهرة أو مقدرة نحو قوله تعالى ﴿أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا﴾ [آل عمران:٣٧] أي: من أنى لكِ هذا, ولايقال ½أنى زيد¼ بمعنى ½أين زيد¼, وقد جاء ½أنى¼ بمعنى ½كيف¼ كقوله تعالى ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ﴾ [آل عمران:٤٧] وقوله تعالى ﴿نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡ﴾ [البقرة:٢٢٣] أي: كيف شئتم, وبمعنى ½متى¼ نحو ½أنى القتال¼ أي: متى القتال (و) منها (½متى¼) هي (للزمان فيهما) أي: في الاستفهام والشرط نحو ½متى الفوز¼ و½متى تمش أمش¼ (و) منها (½أيان¼) الكائنة (للزمان) حال كونها (استفهاماً) لاشرطاً كقوله تعالى﴿أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلدِّينِ﴾ [الذّاريٰت:١٢] أي: متى يوم الجزاء (و) منها (½كيف¼) الكائنة (للحال) حال كونها (استفهاماً) أي: للاستفهام عن حالة شيء وصفتِه نحو ½كيف أنت¼, وتستعمل للشرط على ضعف مع ½ما¼ عند البصريين نحو ½كيفما تجلس أجلس¼, ومطلقاً عند الكوفيين نحو ½كيف تجلس أجلس¼ (و) من الظروف المبنية (½مذ¼ و½منذ¼) بنيا لموافقتهما ½مذ¼ و½منذ¼ حرفين, وهما (بمعنى أوّل المدّة) أي: بمعنى أول مدّة زمان الفعل المذكور قبلهما (فيليهما) الفاء تفصيل أي: فيتصل بـ½مذ¼ و½منذ¼ (المفرد المعرفة) أي: لا المثنّى ولا المجموع ولا النكرة, أمّا كونه مفرداً فلأن أول المدة إنما يكون أمراً واحداً لا شيئين ولا أشياء, أمّا كونه معرفة فلأنه هو أول المدة, ولا فائدة في جعل الوقت المجهول أولَ مدة لانتفاء فعل؛ لأنّ كل أحد يعلم أنّ كل فعل منتف يكون ابتداءُ انتفائِه في وقتٍ مّا, فلا بد من التعيين, والمعرفةُ هو الأصل في التعيين نحو ½ما رأيته مذ يوم الجمعة¼ أي: أولُ مدة عدم رؤيتي إياه يوم الجمعة (و) هما (بمعنى الجميع) أي: جميع مدة زمان الفعل (فيليهما) أي: فيتصل بـ½مذ¼ و½منذ¼ الزمان (المقصود) متلبساً (بالعدد) الدالِّ على جميع الزمان المقصود سواء كان معرفة أو نكرة