ولا يعمل في مظهر إلا إذا كان صفة لشيء وهو في المعنى لمسبب مفضل باعتبار الأوّل على نفسه باعتبار غيره منفيا مثل ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد لأنه بمعنى حسن
أي: لا غير المفرد المذكر, نحو ½زيد والزيدان والزيدون وهند والهندان والهندات أفضل من عمرو¼؛ لأن ½مِن¼ التفضيلية بمنزلة جزء من اسم التفضيل ومتمم له, ولذا لا يفصل بينهما إلاّ بمعمول ½أَفْعَل¼ وذلك أيضاً قليل, وقد يفصل بينهما بـ½لو¼ وفعلِها نحو ½هي أحسن لو أنصفت من الشمس¼, فلما كانت بمنزلة الجزء صار آخر اسم التفضيل في حكم الوسط فكرهوا لحوقَ أداة التثنية وغيرها به (ولا يعمل) اسم التفضيل (في) فاعل (مظهر) أمّا في الظرف والجار والمجرور والمفعول به بواسطة حرف الجر والتمييز والحال فيعمل بلاشرط, وأمّا المفعول به بلا واسطة فلا يعمل فيه أصلاً, فإن وجد بعده ما يوهم ذلك فهو بفعل محذوف يدل عليه اسم التفضيل نحو قوله تعالى ﴿هُوَ أَعۡلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام:١١٧] أي: ½أعلم من كل واحد يعلم من يضل عن سبيله¼ (إلاّ إذا كان) اسم التفضيل في اللفظ (صفةً لشيء) بأن يقع نعتاً له أو خبراً عنه أو حالاً (وهو) أي: والحال أنّ اسم التفضيل (في المعنى) صفة (لـ) شيء (مُسبَّبٍ) مشترَكٍ بين ذلك الشيء وغيره (مُفَضَّلٍ) صفة ½مُسَبَّبٍ¼ (باعتبار) تعلقه بالموصوف (الأوّل على نفسه) أي: على نفس المسبَّب, حال كونه مفضّلاً عليه (باعتبار) تعلقه بـ(غيره) أي: بغير الموصوف الأوّل, فيكون بالنظر إلى الموصوف الأوّل مفضلاً وبالنظر إلى غير الموصوف الأوّل مفضلاً عليه (منفياً) خبر بعد خبر لـ½كان¼ (مثل ½ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد¼) فـ½أحسن¼ فيه اسم التفضيل, وهو في اللفظ صفة لشيء, أي: لـ½رجلاً¼ بأن وقع نعتاً له, والحال أنه قائم بـ½الكحل¼ فإنه فاعله فهو في المعنى صفة له, والكحل مسبَّبُ عين الرجل وعين زيد؛ لأن عينهما سبب له فهو مسبَّب لهما مشترَك بينهما, وهذا الكحل هو المفضّل باعتبار أنه يتعلَّق بالموصوف الأوّل أي: باعتبار عين الرجل, وهو المفضل عليه باعتبار أنه يتعلَّق بغيره أي: باعتبار عين زيد, وأيضاً اسم التفضيل منفي بـ½ما¼, وإنما عمل اسم التفضيل في فاعل مظهر في هذا المثال؛ (لأنه) أي: لأن ½أحسن¼ (بمعنى ½حَسُنَ¼) أي: بمعنى الفعل؛ لأن بالنفي يزول عنه الزيادة بناءً على أن النفي إذا دخل على المقيد يكون المتبادر رجوعه إلى القيد, فيفيد المثال المذكور أنه ليس حسنُ كحلِ عينِ رجلٍ زائداً على حسنِ كحلِ عينِ زيدٍ, فيبقى أصل حسن كحل عين رجل قياسا على حسن كحل عين زيد, إما بأن يساويه أو بأن يكون دونه, والمساواة يأباها مقام المدح, فرجع المعنى إلى أنه ½حَسُنَ في عين كل أحد الكحلُ