(الفعلَ) أي: لا تستعملان إلاّ مع الفعل سواء كان الفعل (لفظاً) أي: ملفوظاً نحو ½إن تكرمني أكرمك¼ و½لو جئتني لأكرمتك¼ (أو تقديراً) أي: مقدّراً نحو قوله تعالى ﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ﴾ [التوبة:٦] أي: ½وإن استجارك أحد إلخ¼ وقوله تعالى ﴿لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ﴾ [بني إسرائيل:١٠٠] أي: ½ولو تملكون تملكون¼, فلما حذف الفعل الأوّل لتفسير الثاني صار ضميره المتصل منفصلاً فصار ½ولو أنتم تملكون¼ (ومن ثمّ) أي: ولأجل أنّ ½إنْ¼ و½لَوْ¼ تلزمان الفعل لفظاً أو تقديراً (قيل ½لو أنك) انطلقت¼ (بالفتح) أي: بفتح ½أنّ¼ بعد ½لو¼ لا بكسرها (لأنه) أي: لأن لفظ ½أنّ¼ مع اسمه وخبره (فاعل) لفعل مقدّر بعد ½لَوْ¼ وهو ثبت, والصالح للفاعليّة إنما هو ½أنّ¼ المفتوحةُ الهمزةِ (و) مِن ثمّ قيل في خبر ½لو أنك¼ (½انطلقت¼ بالفعل) أي: بصيغة الفعل (موضعَ ½منطلق¼) أي: في موضع المفرد؛ لأن الأصل في الخبر الإفراد (ليكون) لفظ الفعل في الخبر (كالعوض) عن الفعل المقدّر بعد ½لَوْ¼ من حيث اللفظ, وهذا أي: كون الفعل موضع الخبر المفرد إنما يصحّ إذاكان الخبر مشتقًّا كـ½منطلق¼؛ فإنه يمكن أن يشتقّ من مصدره الفعل ويوضع موضعه (فإن كان) الخبر (جامداً) لا يمكن اشتقاق الفعل منه (جاز) أي: لم يمتنع وقوع ذلك الاسم الجامد المفرد خبراً (لتعذّره) أي: لامتناع اشتقاقِ الفعل منه ووضعِه موضعه, قال الله ﴿وَلَوۡ أَنَّمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَٰمٞ﴾ [لقمان:٢٧] فـ½أقلام¼ خبر جامد لا يمكن اشتقاقُ الفعل منه ووضعُه موضعه, وأما قوله تعالى ﴿يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم﴾ [الأحزاب:٢٠] فـ½لو¼ فيه مصدريّة لا شرطيّة فلا يجب الفعل في الخبر (وإذا تقدّم القسم أوّل الكلام) قوله ½أوّل¼ منصوب على الظرفيّة؛ لأنه من المكان المبهم (على الشرط) متعلِّق بقوله ½تقدّم¼ (لزمه الماضي) أي: لزم القسمَ أن يكون الشرط الواقع بعده فعلاً ماضياً, أو لزم الشرطَ أن يكون فعلاً ماضياً (لفظاً) أي: حال كون الماضي لفظاً (أو معنًى) بدخول ½لم¼ على المضارع, وإذا كان الشرط ماضياً لفظاً أو معنًى فلا تعمل فيه أداة الشرط كما لا تعمل في الجواب (فيطابق) الشرطُ الجوابَ في عدم عمل أداة الشرط في الجواب (وكان الجواب) الواقع بعد القسم والشرط جواباً (للقسم) على الأَولويّة لا للشرط لتقوّي القسم بالتصدّر وكثرةِ الاستعمال