يحذف المنادى لقيام قرينة) دالة على المحذوف (جوازًا) أي: حذفًا جائزًا (مثل) قرأة الكسائي ﴿ أَلَّايَسۡجُدُواْ ﴾ [النمل:٢٥] بتخفيف ½ألا¼ على أنه حرف تنبيه و½يا¼ حرف النداء, فعلى هذا كان المنادى محذوفًا, أي: ½الا يا قوم اسجدوا¼ بقرينة امتناع دخول حرف النداء على الفعل, أما على قرأةِ ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ[٢٤]أَلَّايَسۡجُدُواْ﴾ [النمل: ٢٥,٢٤] بتشديد ½ألا¼ و½يسجدوا¼ بصيغة المضارع فهو ليس من هذا الباب, (و) الموضع (الثالث) من المواضع الأربعة التي يجب فيها حذف الفعل الناصب للمفعول به (ما) أي: مفعول به (أضمر) أي: قدّر (عامله) الناصب له بناءً (على شريطة التفسير) أي: على شرط أن يُفسّر ذلك العامل بما بعده, وإنما يجب هذا الحذف لئلا يلزم الاجتماع بين المفسَّر والمفسِّر (وهو) أي: ما قدّر عامله على شرط التفسير (كلّ اسم) أي: كلّ مفعول به (بعده فعل أو شبهه) أي: شبه الفعل, وهو هاهنا اسم الفاعل واسم المفعول دون المصدر والصفة المشبهة واسم التفضيل؛ لأن الصفة المشبهة لا مفعول به له واسم التفضيل لا ينصب المفعول به البتّة والمصدر لا يتقدّم معموله عليه (مشتغل) صفة لـ½فعل أو شبهه¼ أي: مُعرِض ذلك الفعلُ أو شبهُه (عنه) أي: عن العمل في ذلك الاسم (بضميره) أي: بسبب العمل في الضمير الراجع إلى ذلك الاسم (أو) بسبب العمل في (متعلِّقه) أي: متعلِّق ذلك الاسم (لو سُلّط) برفع العمل في الضمير أو المتعلِّق, صفة ثانية لـ½فعل أو شبهه¼ (عليه) أي: على ذلك الاسم (هو) تأكيد لضمير ½سلّط¼, وإنما أكّده لِيَعطف عليه قوله (أو مناسبُه) أي: مرادفُ ذلك الفعل أو شبهه أو لازمه (لنصبه) أي: لنصب الفعل أو شبهه أو مرادفه أو لازمه ذلك الاسمَ بالمفعولية (مثل ½زيدًا ضربته¼) فـ½زيدًا¼ اسم بعده فعل وهو ½ضربت¼ وهو مُعرض عن ½زيدًا¼ بسبب العمل في ضميره وهو الضمير المنصوب المتصل حيث لو سلّط هذا الفعل بعينه برفع العمل في الضمير بأن قيل ½زيدًا ضربت¼ لنصب هذا الفعل ½زيدًا¼, فـ½زيدًا¼ في المثال المذكور ما أضمر عامله على شرط التفسير, فحذف عامله الناصب له وجوبًا, والتقدير ½ضربت زيدًا ضربته¼ (و½زيدًا مررت به¼) فـ½زيدًا¼ اسم بعده فعل مشتغل عنه بالضمير بحيث