عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

خلافا ليونس ويجوز حذف حرف النداء إلا مع اسم الجنس والإشارة والمستغاث والمندوب نحو ﴿ يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ﴾ وأيها الرجل وشذ أصبح ليل وافتد مخنوق وأطرق كرا وقد

تلحق بالمندوب الموصوف فيقال ½وازيداه الطويل¼ (خلافًا ليونس) أي: القول بامتناع إلحاق الألف بالصفة يخالف خلافًا لقول يونس؛ فإنه يجوّز هذا الإلحاق كالمضاف إليه نحو ½وا أمير المؤمنيناه¼ و½وا عبد المطلباه¼, ولكنّ الاتصال بين الموصوف والصفة ليس كالاتصال بين المضاف والمضاف إليه ولذا جاز الفصل بين الأولين دون الآخرين, قال الله تعالى ﴿وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة:٧٦] (ويجوز حذف حرف النداء) عند قيام قرينة دالة على الحذف في جميع الأوقات (إلاّ مع اسم الجنس) أي: إلاّ وقتَ اقتران حرف النداء باسم الجنس سوى ½أيّ¼, والمراد باسم الجنس ما كان نكرة قبل النداء, فإنه لا يجوز حذف حرف النداء معه اطرادًا؛ لأنه لم يكثر نداؤه فلا ينتقل إليه الذهن بسهولة فلا يقال ½رجلُ¼ بتقدير ½يا رجل¼ (و) إلاّ مع (الإشارة)؛ لأنه كاسم الجنس في الإبهام فلا يقال ½هذا¼ بتقدير ½يا هذا¼ (و) إلاّ مع (المستغاث والمندوب)؛ لأن المطلوب فيهما مدّ الصوت والحذف ينافيه, فلا يقال ½للكريم¼ و½زيداه¼ بتقدير ½يا للكريم¼ و½يا زيداه¼, فيجوز حذف حرف النداء مقارنًا مع العلَم نحو ½اللّهم¼ أي: ½يا الله¼ و(نحو) قوله تعالى ﴿يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ﴾ [يوسف:٢٩] أي: يا يوسف (و) مع لفظة ½أيّ¼؛ إذا وصفت بذي اللام نحو (½أيها الرجل¼) أي: يا أيها الرجل أو وصفت بالموصوف بذي اللام نحو ½أيهذا الرجل¼ أي: يا أيهذا الرجل, ومقارناً مع المضاف إلى معرفة نحو قوله تعالى ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة:٢٠١] أي: يا ربنا إلخ, ومع ½مَن¼ الموصولة نحو ½من لا يزال محسنًا أحسن إلَيّ¼ أي: يا من لا يزال إلخ (وشذّ) حذف حرف النداء في قولهم (½أصبح ليل¼) أي: أدخل في الصبح يا ليل, فحَذف حرف النداء فيه شاذّ؛ لأنه اسم جنس, قالته أولاً امرأة امرئ القيس حين كرهته فلمّا أصبحت أخذت منه الطلاق, ثم صار مثَلاً يُضرب في شدّة طلب الشيء (و) كذا في قولهم (½افتد مخنوق¼) أي: أعطني فديةً وخلّص نفسك يا من خُنق, أصله أنّ سارقًا نام في طريق فوقع عليه أحد فخنقه قائلاً ذلك, ثم صار مَثلاً يُضرب في حثّ النفس على التخليص من الشدائد (و) كذا في قولهم (½أطرق كرا¼) أي: اخفض عنقك يا كروان, والكروان طائر ضعيف طويل العنق, وهذا أيضًا مَثلٌ يُضرب في من تكبّر وقد تواضع من هو أشرف منه (وقد


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257