عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

صرف لما تبيّن من أنها لا تجامع مؤثرة إلاّ ما هي شرط فيه إلاّ العدل ووزن الفعل وهما متضادّان فلا يكون معها إلاّ أحدهما فإذا نكّر بقي بلا سبب

كقولك ½لكل فرعون موسى¼ أي: لكل مبطل محق لأن فرعون مشهور بالإبطال وموسى مشهور بالإحقاق (صرف) جواب الشرط والجملة الشرطية خبر لـ½ما¼, أي: الاسم الغير المنصرف الذي فيه علمية مؤثرة صرف وقت تنكيره نحو ½رب سعاد لقيتها¼ (لما تبين) أي: لدليل ظهر حين تبيين الأسباب وشرائطها, فإنه ظهر من قوله ½وما يقوم مقامهما الجمع وألفا التأنيث¼ أنّ العلمية غير مؤثرة معهما, ومن قوله ½فلا يضرّه الغلبة¼ أنها لا تجامع الوصف, وظهر من اشتراط العلمية في التأنيث والمعرفة والعجمة والتركيب والألف والنون في اسم أنها تجامع ما هي شرط فيه, ومن أمثلة العدل ووزن الفعل أنها تجامعهما من غير اشتراط, وظهر من مخالفة أوزان العدل لأوزان الفعل أنهما متضادان, فقد ظهر دليل مما تقدم (من أنها) بيان ½ما¼, أي: تبين أن العلمية (لا تجامع) حال كونها (مؤثرة إلا ما) لفظة ½ما¼ عبارة عن سبب, منصوبة المحل على أنها مستثنى مفرغ مفعول بها لقوله ½لا تجامع¼, أي: لا تجامع العلمية سبباً من الأسباب إلا سبباً (هي) أي: العلمية (شرط فيه) أي: في ذلك السبب, سواء كانت شرطا لذلك السبب وسبباً آخر كما في التأنيث بالتاء لفظاً أو معنى والعجمة والتركيب والألف والنون المضارعتين في اسم عند الجمهور, أو كانت شرطاً فقط لا سبباً آخركما في الألف والنون المضارعتين في اسم عند البعض (إلا العدل ووزن الفعل) استثناء مما بقي بعد الاستثناء الأول, أي: لا تجامع العلمية مؤثرة غير ما هي شرط فيه إلا العدل ووزن الفعل فإنها تجامعهما مؤثرة حيث امتنع ½عمر¼ للعلمية والعدل و½أحمد¼ للعلمية ووزن الفعل, وإن لم تكن شرطاً فيهما حيث امتنع ½ثلاث¼ و½أحمر¼ من غير علمية, ولما قال ½وما فيه علمية مؤثرة إذا نكر صرف¼ توهم أن هذه الكلية منقوضة بنحو اسم وجد فيه ثلاثة أسباب العدل ووزن الفعل والعلمية؛ لأنه إذا نكر زال العلمية وبقي الباقيان والعلمية ليست شرطاً فيهما فبقي الاسم غير منصرف فدفعه بقوله (وهما) أي: العدل ووزن الفعل (متضادان) لاختلاف أوزانهما (فلا يكون) أي: إذا كان العدل ووزن الفعل متضادين فلا يوجد (معها) أي: مع العلمية (إلا أحدهما) أي: أحد من العدل ووزن الفعل لا مجموعهما, وإذا كان الأمر كذلك (فإذا نكر) الاسم الغير المنصرف الذي وجد فيه علمية مؤثرة (بقي) ذلك الاسم (بلا سبب) وذلك إذا اجتمعت العلمية فيه مع العجمة أو التركيب أو التأنيث بالتاء أو الألف والنون المضارعتين في اسم؛ لأن أحد السببين وهو العلمية يزول


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257