عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

والخبر قد يكون جملة مثل زيد أبوه قائم وزيد قام أبوه فلا بد من عائد وقد يحذف وما وقع ظرفا

فلا, وقد ورد الاستعمال عليه كقوله تعالى ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ﴾ [القيامة:٢٢] و﴿هَلۡ مِن مَّزِيدٖ﴾ [ق:٣٠] فإن ½مزيد¼ مصدر بمعنى الزيادة و½من¼ زائدة, أي: هل زيادة لي, وكقول الشاعر ÷ فيوم لنا ويوم علينا ÷ يوم نساء ويوم نسر ÷ ولما كان الخبر المعرَّف فيما سبق مطلق الخبركما هو الظاهر من إطلاق لفظ ½الخبر¼, وكان مطلق الخبر على قسمين مفرد وجملة, أشار إلى تقسيمه إليهما وكونِ إفراده أصلاً فقال (والخبر قد يكون جملة) لم يقل ½جملة خبرية¼ فكأنه تبع جمهور النحاة في أن الجملة الإنشائية وإن كانت قسمية صح أن تكون خبراً للمبتدأ, وقال ابن الأنباري وبعض الكوفيين إنه لا يصح أن يكون الخبر جملة إنشائية؛ لأن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب, والإنشاء لا يحتملهما, وتبعهم السيد الشريف متمسكًا بأن الخبر يجب أن يكون حالاً من أحوال المبتدأ, والإنشاء ليس حالاً من الأحوال بدون التأويل, ثم الجملة تكون اسمية (مثل ½زيد أبوه قائم¼ و) فعلية مثل (½زيد قام أبوه¼) وظرفية مثل ½زيد في الدار¼ وشرطية مثل ½زيد إن تكرمه أكرمه¼, وإنما لم يذكرهما المصنف لأن الظرفية راجعة إلى الفعلية كما أشار إليه بقوله الآتي ½وما وقع ظرفًا إلخ¼, والشرطية عند أهل العربية قيد للجزاء كما هو المشهور, والجزاء إما جملة اسمية أو فعلية, وذهب كثير من أهل العربية إلى أن الجزاء قيد للشرط, والشرط جملة فعلية (فلا بد) أي: إذاكان الخبر جملة فلا بد في تلك الجملة (من عائد) أي: رابط, وهذا الرابط قد يكون ضميرًا كما في المثالين, وقد يكون اللام كما في ½نعم الرجل زيد¼؛ لأن اللام فيه للعهد الذهني كما ذهب إليه جماعة منهم ابن الحاجب, والمعهود هو المخصوص, وقد يكون وضع المظهر موضع المضمركما في ﴿ٱلۡحَآقَّةُ مَا ٱلۡحَآقَّةُُ﴾ [الحاقة:٢,١] و﴿ٱلۡقَارِعَةُ مَا ٱلۡقَارِعَةُ﴾ [القارعة:٢,١] أي: ما هي, وهذا الوضع إن كان في معرض التفخيم جاز قياساً في الخبر وغيره وفي السعة والشعر, وإن لم يكن في معرض التفخيم فعند سيبويه يجوز في الشعر في الخبر وغيره بشرط أن يكون بلفظ الأول, وعند الأخفش يجوز مطلقًا, وعليه قوله تعالى ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف:٣٠] أي: لا نضيع أجرهم, وقد يكون كون الخبر تفسيرًا للمبتدأ نحو قوله تعالى ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:١] (وقد يحذف) العائد لقيام قرينة, وهذا إذا كان العائد ضميرًا كقول البائع: ½السمن منوان بدرهم¼, و½البر الكر بستين درهمًا¼, أي: منوان منه إلخ, والكر منه إلخ, فحذف الضمير الراجع إلى السمن والبر لقرينة أن بائع السمن والبر إنما يسعرهما (وما) أي: والخبر الذي (وقع ظرفًا) نحو ½زيد خلفك¼ و½مجيئك ضحوة¼, أو وقع جاريا مجرى الظرف وهو الجار والمجرور نحو ½زيد من الكرام¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257