عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

فالأكثر على أنه مقدر بجملة وإذا كان المبتدأ مشتملا على ما له صدر الكلام مثل من أبوك أو كانا معرفتين أو متساويين نحو أفضل منك أفضل مني أو كان الخبر فعلا له مثل زيد قام

(فالأكثر) من البصريين, والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط؛ لأن ½ما¼ موصولة أو موصوفة والصلة أو الصفة فعل (على أنه) أي: الخبرَ الواقع ظرفًا أو جاريًا مجرى الظرف (مقدر) أي: مؤول, فالتقدير بمعنى التأويل (بجملة) أي: يقدر فيه عندهم فعل, فإنه إذا قدر فيه الفعل يصير جملة, والكوفيون على أنه مقدر بمفرد, أي: يقدر فيه عندهم شبه الفعل, فإنه إذا قدر فيه شبه الفعل يصير مفردًا, أمّا تقدير الفعل فلأن الظرف لا بد له من متعلَّق عامل فيه والأصل في العمل هو الفعل فإذا وجب تقدير العامل فالأصل في العمل أولى به, وأما تقدير شبهه فلأن الظرف خبر والأصل في الخبر الإفراد, ولايخفى أن عدم إفادة الزمان والتقوي يقوي الإفراد, ولما كان تقديم المبتدأ واجبًا في مواضع لعارض شرع في بيانها فقال (وإذا كان المبتدأ مشتملاً) اشتمالَ الدال على المدلول؛ لأن المبتدأ لفظ, واشتمال اللفظ على المعنى اشتمال الدال على المدلول (على ما) أي: على معنى يجب (له صدر الكلام) كالاستفهام وضمير الشأن ولام الابتداء والشرط والتعجب مما يغير أصل الكلام ويجعله نوعًا آخر (مثل ½من أبوك¼) و½هو زيد قائم¼ و½لزيد منطلق¼ و½من يكرمني فإني أكرمه¼ و½ما أحسن زيدًا¼, ثم كون ½من¼ مبتدأ في مثال المتن على مذهب سيبويه, أما عند غيره فهو خبر مقدم وجوبًا و½أبوك¼ مبتدأ مؤخر عنه, وإنما لم يمثل بالمثال المتفق عليه نحو ½من جاءك¼ للإشارة إلى أن المختار عنده هو مذهب سيبويه (أو كانا) أي: المبتدأ والخبر (معرفتين) نحو ½زيد المنطلق¼ و½المنطلق زيد¼, والضابطة في جعل أحدهما مبتدأ والآخر خبرًا أن ما زعمت أن السامع يطلب العلم بكونه وصفًا للآخر تجعله خبرًا وقدمت الآخر عليه (أو) كانا (متساويين) في أصل التخصيص (نحو ½أفضل منك أفضل مني¼) و½غلام رجل صالح خير منك¼, وهذا القول مغن عن قوله ½أوكانا معرفتين¼ على إرادة التساوي في التعريف والتخصيص, اللهم إلاّ أن يقال إنه لم يكتف به لفوات التفصيل, ثم وجوب تقديم المبتدأ في هاتين الصورتين إذا لم يوجد قرينة على كون أحدهما مبتدأ والآخر خبرًا, أما إذا وجدتْ فلا نحو ½أبو حنيفة أبو يوسف¼ و½بنونا بنو أبنائنا¼ و½لعاب الأفاعي القاتلات لعابه¼ أي: مداد قلمه مثل لعاب الأفاعي القاتلات (أو كان الخبر فعلاً له) أي: للمبتدأ بأن كان الخبر فعلاً وضميره المرفوع راجعًا إلى المبتدأ (مثل ½زيد قام¼) وقوله: ½له¼ احتراز عما إذا لم يكن الخبر فعلاً


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257