و½ضربت زيداً مشدوداً¼ و½لقيت عمرواً راكبين¼، وقد يكون الفاعل معنويًّا([1])نحو: ½زيد في الدار قائماً¼؛ لأنّ معناه زيد استقرّ في الدار قائماً، وكذا المفعول به نحو: ½هذا زيد قائماً¼، فإنّ معناه المشار إليه قائماً هو زيد، والعامل في الحال فعل أو معنى فعل([2])، والحال نكرة أبداً([3])وذو
([1]) قوله: [قد يكون الفاعل معنويًّا] أي: الّذي يدلّ الحال على بيان هيئته قد يكون معنويًّا، أي: غير ملفوظ ومنطوق فِي نظم الكلام بل يفهم من فحوى الكلام نحو: ½زيد فِي الدار قائماً¼ فـ½قائماً¼ حال عن الفاعل المعنويّ الّذي يفهم من فحوى الكلام؛ لأنّ معناه: ½زيد استقرّ فِي الدار قائماً¼ فيكون ½قائماً¼ حالاً عن فاعل فِي ½استقرّ¼، وكذا قوله: ½هذا زيد قائماً¼ مثال للمفعول المعنويّ؛ لأنّ مفعوليّة زيد يفهم باعتبار المعنى المستفاد أعنِي: ½اُشِيْر¼ و½اُنبِّه¼ من فحوى الكلام من غير التصريح والتقدير فِي نظم الكلام، فمعناه: ½المشار إليه قائماً وهو زيد¼ فيكون ½زيد¼ ذا حال بتأويل ½أشير إلَى زيد¼ و½أنبّه على زيد¼ فهو مفعول به بواسطة حرف الجرّ؛ لأنّ عامل المشار إليه هو معنى الفعل المأخوذ من حرف التنبيه أو اسم الإشارة، "ي" وغيره.
([2]) قوله: [أو معنى فعل] المراد بمعنى الفعل ما يستنبط منه معنى الفعل ولا يكون من صيغته كالظرف المستقرّ نحو: ½زيد فِي الدار قائماً¼، واسمِ الإشارة نحو: ½هذا زيد قائماً¼، وحرفِ النداء نحو: ½يا زيد قائماً¼، والتمنِّي نحو: ½ليتك عندي قائماً¼، والترجِّي نحو: ½لعلّه فِي الدار قائماً¼، والتشبيهِ نحو: ½كأنه أسد صائلاً¼، والحالُ عن المنادى مختلف فيه فأجازه البعض منهم الْمبَرِّد واستقبحه الآخر منهم المازنِيّ، والعامل المعنويّ لا يعمل فِي غير الحال والظرف، "غ".
([3]) قوله: [الحال نكرة أبداً] لأنّ الغرض من الحال هو تقييد الحدث المنسوب إلَى ذي الحال وهو يحصل بالنكرة فلا حاجة إلَى التعريف، ولئلاّ يلتبس بالصفة فِي حالة النصب نحو: ½رأيت زيداً الظريف¼ لكنّ اشتراط التنكير لا يدفع الالتباس مطلقاً لجواز أن يقع الشئ حالاً عن النكرة المخصوصة متأخّراً عنه نحو: ½رأيت غلام رجل ظريفاً¼ إلاّ أن يقال: إنّ الالتباس مع تعريف الحال أكثر من الالتباس مع تنكيرها؛ لأنّ ذا الحال يكون معرفة غالباً فاختير التنكير على الحال، واعلم أنّ الحال لا تكون إلاّ نكرة فلوكان معرفة تأوّل بالنكرة نحو: ½مررت بزيد وحده¼ أي: منفرداً، ولا يشترط الاشتقاق فِي الحال عند صاحب "كا" خلافاً للجمهور فإنّهم يشترطون الاشتقاق فلوكانت جامداً يؤوّلون بالمشتقّ، "غ" وغيره.