عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

فصل: أفعال([1])المدح والذمّ ما وضع لإنشاء([2])مدح أو ذمّ، أمّا المدح فله فعلان: ½نِعْمَ¼([3])وفاعله([4])اسم معرّف باللام نحو: ½نعم الرجل زيد¼، أو



([1]) قوله: [أفعال... إلخ] لمّا فرغ عن بيان فعلي التعجّب شرع في بيان أفعال المدح والذمّ فقال: ½أفعال... إلخ¼.

([2]) قوله: [لإنشاء مدح... إلخ] فإذا قلت: ½نعم الرجل زيد¼ فقد مدحته وأنشأت مدحه بأنه نعم الرجل، فإن قلت: نحو ½كرم زيد¼ و½شرف عمرو¼ و½قنع بكر¼ و½عور خالد¼ و½مدحت¼ و½ذممت¼ أيضاً كذلك فيصدق الحدّ عليه، قلنا: إنّ المدح والذمّ لازم له لكنّه غير موضوع لهما بخلاف ½نعم الرجل¼ حيث وضع لهذا اللازم، وهذا هو الفرق بين ½كم رجل لقيتهم¼ و½كثير من الرجال لقيتهم¼ بأنّ الأوّل موضوع لإنشاء التكثير بخلاف الثاني فإنّه وإن كان لازماً لذلك لكنّه غير موضوع للإخبار عن التكثير، فاعرف فهذا فرق دقيق. "غ".

([3]) قوله: [½نعم¼] أي: أحد فعلي المدح ½نعم¼ وهو فعل ماض وقد جاء فيه أربع لغات: ½نَعِم¼ بفتح الفاء وكسر العين وهي الأصل، و½نَعْم¼ بفتح الفاء وإسكان العين، و½نِعْم¼ بكسر الفاء وإسكان العين وهي الأكثر عند بني تميم إذا قصد به المدح، و½نِعِم¼ بكسر الفاء والعين، ثمّ اختلفوا في فعليّته فزعم غير الكسائي من الكوفيين أنه اسم، واستدلّوا على ذلك بدخول حرف النداء عليه نحو: ½يا نعم المولى¼، والجواب أنه محمول على حذف المنادى، واتّصالُ تاء التأنيث الساكنة واستتارُ الضمير فيه حجّة عليهم، والباقون على أنه فعل، واستدلّوا باتّصال تاء التأنيث الساكنة واستتار الضمير فيه. "غ".

([4]) قوله: [فاعله] أي: فاعل ½نعم¼ اسم معرّف باللام، وهذه اللام للعهد الذهني ليحصل المبالغة في المدح؛ لأنّ اللام لمّا كانت للعهد الذهني يكون المعهود بها واقعاً على واحد غير معيّن ابتداء ثمّ يصير معيّناً بذكر المخصوص بعده فيكون الكلام مشتملاً على الإجمال والتفصيل وهو أوقع في النفس، وهذا هو المناسب لباب ½نعم¼ نحو: ½نعم الرجل زيد¼. "و" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279