أزيد عندك أم عمرو¼، وقبل النفي نحو: ½علمت ما زيد في الدار¼، وقبل لام الابتداء نحو ½علمت لزيد منطلق¼، ومنها([1]): أنها يجوز أن يكون فاعلُها ومفعولُها ضميرين لشئ واحد نحو: ½علمتُنِي منطلقاً¼ و½ظننتَكَ فاضلاً¼ واعلم أنه قد يكون ½ظننت¼ بِمعنى ½إتهمت¼([2]) و½علمت¼ بِمعنى ½عرفت¼ و½رأيت¼ بِمعنى ½أبصرت¼ و½وجدت¼ بِمعنى ½أصبت الضالّة¼، فتنصب مفعولاً واحداً فقط، فلا تكون حينئذٍ من أفعال القلوب. فصل: الأفعال الناقصة([3])هي أفعال وضعت لتقرير الفاعل
([1]) قوله: [ومنها] أي: من خواصّ أفعال القلوب أنها يجوز أن يكون فاعلها ومفعولها الأوّل ضمرين متّصلين لشئ واحد ومفعولها الثاني مظهراً، بخلاف سائر الأفعال فلا يقال: ½ضربتُني وشتمتُني¼؛ لأنّ الأصل أن يكون الفاعل مؤثّراً والمفعول متأثّراً، والمؤثّر يغاير المتأثّر لفظاً ومعنى وهما ههنا متّحدان معنى، فلا بدّ من تغايرهما لفظاً لحصول المغايرة بقدر الإمكان، فيقال: ½ضربت نفسي¼ و½شتمت نفسي¼ بخلاف باب ½علمت¼؛ لأنّ مفعول هذا الباب في الحقيقة هو الثاني وذكر الأوّل توطية إلى ذكر الثاني فلا يلزم في هذا الباب اتّحاد الفاعل والمفعول. "غ".
([2]) قوله: [بمعنى اتّهمت] فهو من الظنّة بمعنى التهمة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: 24] بِظََنِينٍ بالظاء المعجمة على بعض القراءة أي: بمتّهم, و½علمت¼ بمعنى ½عرفت¼ ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ﴾[البقرة : 65] و½عرفت¼ وإن كان من أفعال القلوب لغة لكنّه لا يتعدّى إلى المفعولين استعمالاً، و½رأيت¼ بمعنى ½أبصرت¼ ومنه قوله تعالى: ﴿فَانظُرْ مَاذَا تَرَى﴾[الصافات: 102]، و½وجدت¼ بمعنى ½أصبت¼، و½حسبت¼ بمعنى ½صرت ذا حسبة¼ و½خلت¼ بمعنى ½صرت ذا خال¼ أي: خئيلاً، و½زعمت¼ بمعنى ½كفلت به¼ فإذا كانت هذه الأفعال لهذه المعاني فتنصب مفعولاً واحداً فقط لا مفعولاً آخر فلا تكون حينئذ من الأفعال القلوب. "غ".
([3]) قوله: [الأفعال الناقصة] لمّا فرغ عن التقسيم المذكور للفعل شرع في تقسيم آخر له باعتبار التمام
والنقصان، ثمّ الناقصة معدودة فآثرها بالذكر ليعلم أنّ ما سواها تامّة فقال: ½الأفعال الناقصة¼، وإنّما سمّيت ½ناقصة¼ لنقصانها من سائر الأفعال؛ لأنّ سائر الأفعال يدلّ على الحدث والزمان وهذه الأفعال لا تدلّ إلاّ على الزمان فقط، ولأنّ سائر الأفعال يتمّ بمرفوعه وهذه الأفعال لا تتمّ بمرفوعها بل تحتاج إلى المنصوب، وعن الزجّاج ومن تابعه أنها حروف لكونها دالّة على معنى في غيرها حيث جاءت لتقرير خبر المبتدأ على صفة غير صفة المصدر. "ي".