عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

يشبه مبني الأصل أعني: الحرف والأمر الحاضر والماضي، نحو: ½زيد¼ في ½قام زيد¼ لا ½زيد¼ وحده([1])لعدم التركيب، ولا ½هؤلاء¼ في ½قام هؤلاء¼ لوجود الشبه([2])، ويسمّى ½متمكّنا¼. فصل: حكمه أن يختلف آخره باختلاف العوامل([3])اختلافاً لفظياً نحو: ½جاءني زيد¼ و½رأيت زيداً¼ و½مررت بزيد¼، أو تقديرياً نحو: ½جاءني موسى¼ و½رأيت



([1]) قوله: [لا زيد وحده] أي: لا يعرب زيد حال كونه مفرداً، فكلمة ½وحده¼ حال عن ½زيد¼ بتأويل النكرة أي: متوحّداً أي: مفرداً، وقوله: ½لعدم التركيب¼؛ لأنّ المعرب عنده ما له استحقاق الإعراب بالفعل، وذلك لا يحصل إلاّ بالتركيب فلهذا أخذ التركيب في تعريف المعرب، وعند صاحب الكشاف المعرب ما له صلاحيّة الإعراب بعد التركيب، فـ½زيد¼ وحده معرب عنده لصلاحيّة الإعراب بعد التركيب، "ه".

([2]) قوله: [لوجود الشبه] أي: المشابَهة، وهذه المشابَهة للحرف بمعنى أنّ الحرف كما يحتاج في الدلالة على المعنى إلى ضمّ شيء آخر، كذالك لفظ ½هؤلاء¼ يحتاج في الدلالة على المعنى إلى مشار إليه بإشارة حسيّة، وعدم مشابَهة الاسم بمبنِيّ الأصل شرط لكونه معرباً، فإذا فقد الشرط فقد المشروط، واعلم أنّ المعرب لا يحصل إلاّ بشرطين أحدهما: وجوديّ وهو وجود التركيب فعلم بقوله: ½كلّ اسم ركّب مع غيره¼، والثاني: عدميّ وهو عدم المشابَهة بِمبنِيّ الأصل فعلم بقوله: ½ولا يشبه مبنِيّ الأصل¼، "ي".

([3]) قوله:[باختلاف العوامل] أي: يختلف إعراب الاسم المعرب بسبب اختلاف العوامل المختلفة في العمل اختلافاً لفظيًّا كـ½زيد¼ في ½جاءني زيد¼ و½رأيت زيداً¼ و½مررت بزيد¼، أو تقديريًّا كما في ½موسى¼ في ½جاءني موسى¼ و½رأيت موسى¼ و½مررت بموسى¼ فلا يرد بنحو ½زيد¼ في مثل ½إنّ زيداً مضروب¼ و½إنِّي ضربت زيداً¼ و½إنِّي ضارب زيداً¼ بأن دخل عليه العوامل المختلفة ولَم يختلف آخره؛ لأنا قيّدنا اختلافاً باختلاف العوامل في العمل وههنا ليست العوامل مختلفة في العمل تأمّل، "و" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279