([1]) قوله: [حرفا الاستفهام] أصله: ½حرفان¼ سقطت النون بالإضافة، أوّلهما: الهمزة والثاني: ½هَلْ¼، ولهما صدر الكلام أي: لا يتقدّمهما ما في حيّزهما؛ لأنّهما تدلاّن على نوع من أنواع الكلام وهو الاستفهام فتصدران لتدلاّ على ذلك من أوّل الأمر.

([2]) قوله: [ودخولهما] أي: دخول حرفي الاستفهام على الجملة الفعليّة أولى من دخولهما على الجملة الاسميّة؛ إذ الاستفهام بالفعل أولى من الاستفهام بالاسم، ولهذا إذا كان بعد الهمزة اسم فتقديره فاعلاً أحسن من تقديره مبتدأ نحو: ½أ زيد قام¼.

([3]) قوله: [في مواضع] أي: في المواضع من الكلام الّتي لا يجوز دخول ½هَلْ¼ في تلك المواضع وهي أربعة أحدها: أن تدخل الهمزة على الاسم مع وجود الفعل نحو: ½أ زيداً ضربت¼ ولا يجوز أن يقال: ½هل زيداً ضربت¼؛ لأنّ أصل ½هَلْ¼ أن تكون بمعنى ½قَدْ¼ كما جاء على الأصل في قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ﴾ [الدهر: 1] أي: قد أتى، فلمّا كان أصلها ½قَدْ¼ وهي مختصّة بالفعل فإن رأت ½هَلْ¼ فعلاً في حيّزها تذكّرت العهد السابق وهوكونها بمعنى ½قد¼ ومالت إليه فاقتضت الاتّصال به، فلا يقال: ½هل زيد خرج¼ و½هل زيداً ضربت¼ كما لا يقال: ½قد زيد خرج¼ و½قد زيداً ضربت¼، وإن لم تر ½هَلْ¼ في حيّزها فعلاً تسلّت عن أصلها ذاهلة، والموضع الثاني: أن تستعمل الهمزة للإنكار نحو: ½أتضرب زيداً وهو أخوك¼ ولا يجوز أن يقال: ½هل تضرب زيداً وهو أخوك¼؛ لأنّ المستفهَم عنه في مثل هذا الموضع محذوف أي: ½أ ترضى بضربك زيداً وهو أخوك¼ فاللائق به ما هو أقوى في الاستفهام و½هَلْ¼ ضعيفة فيه فلا يحذف فعلها، بخلاف الهمزة فإنّها قويّة فيه، والموضع الثالث: أن تستعمل الهمزة مع ½أَمْ¼ المتّصلة نحو: ½أزيد عندك أم عمرو¼ ولا يجوز أن يقال: ½هل زيد عندك أم عمرو¼؛ لأنّ المستفهَم عنه في هذا الموضع متعدّد فاللائق به ما هو الأصل في باب الاستفهام وهو الهمزة دون ½هَلْ¼، ولأنّ ½أَمْ¼ المتّصلة لا تقابل إلاّ المهمزة، والموضع الرابع: أن تدخل الهمزة على حروف العطف نحو: ½أَوَمَنْ كان¼ و½أفمن كان¼ و½أثمّ إذا ما وقع¼ ولا يجوز أن يقال: ½هل ومن كان¼ و½هل فمن كان¼ و½هل ثمّ إذا ما وقع¼؛ لأنّ الهمزة أصل في باب الاستفهام وأخصر من ½هَلْ¼ فهي الأليق بكثرة الاستعمال، وعلم من هذا أنّ الهمزة أعمّ تصرّفاً في الاستعمال من ½هَلْ¼. "ي" وغيره.