عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

أي: بعض الكلم.أي: باستحضار تلك الأصول.بأصول([1])يعرف بها أحوال أواخر الكلم الثلاث([2])من حيث الإعراب والبناء([3])، وكيفية تركيب بعضها مع بعض([4])أي: علم النحو. ...........................

والغرض منه([5])صيانة الذهن عن الخطأ اللفظي في كلام العرب ([6]). وموضوعه الكلمة والكلام([7]). فصل: الكلمة([8])لفظ وضع لمعنىً مفرد



([1]) قوله: [علم بأصول] جنس يشتمل المقصود وغيره من علوم الصرف والمنطق واللغة والعروض وغيرها، والأصول: جمع الأصل كالفصول جمع الفصل، والأصل في اللغة: ما يبتني عليه غيره ويسند تحقّق ذلك الغير إليه، كما أنّ الفرع ما يبتني على غيره ويسند تحقّقه إلى ذلك الغير، وفي الصناعة: عبارة عن أمور كليّة منطبقة على ما تحتها من الجزئيّات، ويرادفها القاعدة، والقانون، والضابطة، وما شاكلها، "ي".

([2]) قوله: [أحوال أواخر الكلم الثلث] من الاسم والفعل والحرف، وخرج بقيد الأحوال ما يعرف به ذات الكلم أو معانيها كعلمي الصرف والمنطق، وخرج بقيد ½الأواخر¼ ما يعرف به أحوال أوّلِها وأوسطها أو أحوال المكلّفين كعلمي اللغة والفقه "ه".

([3]) قوله: [من حيث الإعراب والبناء] خرج بقيد ½حيثيّة الإعراب والبناء¼ ما يعرف به أحوال أواخر الكلملا من حيث الإعراب والبناء بل من حيث موافقة القافية والوزن كعلمي العروض والقوافي، "ه".

([4]) قوله: [مع بعض] آخر، خرج بقيد ½كيفيّة التركيب¼ ما يعرف به كيفيّة المفردات كعلوم الهيئة والأبجد والهندسة والحساب، ثُمّ قوله: ½بأصول¼ إمّا ظرف لغو لـ½علم¼، أو ظرف مستقرّ لـ½مشتمل¼ الْمحذوف، وقوله: ½يعرف¼ على البناء المجهول أو المعلوم، وهو جملة فعليّة صفة لـ½أصول¼، وقوله: ½أحوال¼ مرفوع على أنه مفعول ما لَم يسمّ فاعله لقوله: ½يعرف¼ على التقدير الأوّل، أو منصوب على أنه مفعول له على التقدير الثانِي، وقوله: ½وكيفيّة¼ معطوف على قوله: ½أحوال...ألخ¼، ولَمّا فرغ من

بيان تعريف علم النحو شرع في بيان الفائدة المقصودة منه فقال: ½والغرض.. الخ¼.

([5]) قوله: [والغرض منه] أي: من تحصيل علم النحو أو تدوينه، والغرض: ما يصدر الفعل عن الفاعل لأجله، "ي".

([6]) قوله: [صيانة الذهن عن الخطأ اللفظي في كلام العرب] أي: وقاية ذهن المبتدي عن الخطأ اللفظيّ الواقع في كلام العرب، وفي تقييد ½الخطأ¼ بـ½اللفظيّ¼ احتراز عن الخطأ الصرفِيّ والمعنويّ والفكريّ؛ لأنّ الصيانة عن الأوّل غرض علم الصرف وعن الثاني غرض علم المعانِي والبيان وعن الثالث غرض علم الميزان، فإن قلت: لو قال المص: ½صيانة اللسان¼ مكان قوله: ½صيانة الذهن¼ لكان صواباً؛ لأنّ التلفّظ إنّما يحصل باللسان، قلنا: إنّ المتلفّظ في الحقيقة هو الذهن وإنّما اللسان مترجم له فصيانة الحقيقة صيانة الفرع أيضاً، أو نقول: العبارة بحذف المضاف والتقدير: ½صيانة مترجم الذهن¼، وإذا كان الغرض من النحو والفائدة منه هو العصمة عن الخطأ في كلام العرب ومنه الاعتماد على فهم نظم القرآن والحديث والفقه كان النحو أشرف العلوم؛ لأنّ شرف علم بشرف المعلوم منه وشرف الغاية منه، "ه، ي".

([7]) قوله: [الكلمة والكلام] لأنّ النحوي يبحث في النحو عن أحوالهما من حيث الإعراب والبناء وما يتعلّق بهما، وهذه الأحوال عوارض ذاتيّة للكلمة والكلام، وما يبحث في علم عن عوارضه الذاتيّة يكون موضوع ذلك العلم فكان الكلمة والكلام موضوعي هذا العلم، ويجوز أن يكون الموضوع متعدّداً عند اشتراكه في أمر يلاحظ في جميع ما يطلق عليه لفظ الموضوع كالأصول الشرعية الأربعة؛ فإنّها موضوعات علم أصول الفقه؛ لأنّها تشترك في كون كلّ واحد منها دليلاً شرعيًّا مظهراً لحكم شرعيّ، على أنّ الموضوع في الحقيقة هو الدليل الشرعيّ وهو واحد بالنظر إلى ذاته وإنّما تعدّد بالنظر إلى أنواعه، فكذا الكلمة والكلام موضوعا النحو لاشتراكهما في كون كلّ واحد منهما لفظاً موضوعاً للمعنى، على أنّ الموضوع في الحقيقة هو اللفظ الموضوع للمعنى وهو واحد بالنظر إلى ذاته وإنّما تعدّد بالنظر إلى نوعيه، أو يقال: التعدّد على جهتين: لفظيّة ومعنويّة، كما في ½بالغ وعاقل¼، ولفظيّة فقط، كما في ½جالس وقاعد¼، فالأوّل ممنوع، وههنا من قبيل الثاني، ولَمّا فرغ عن الفصل الأوّل في بيان تعريف النحو وغرضه وموضوعه أخذ في الفصل الثاني وبيان تعريف الكلمة وأقسامها فقال: الكلمة.. إلخ، "ه، ي".

([8]) قوله: [الكلمة...إلخ ] قدّم الكلمة على الكلام لكونِها جزء الكلام وتقديم الجزء على الكلّ ثابت

طبعاًً فجاء بذكر الكلمة مقدّماً ليوافق الذكر الطبع، وقيل: الكلمة والكلام مشتقّان من الكلم بتسكين اللام لوجود المناسبة بينهما لفظاً ومعنى، أمّا لفظاً فظاهر، وأمّا معنى فلأنّ بعض تأثيرات معانيها في النفوس كالجرح في حصول الألم، وقد عبّر بعض عن تلك التأثيرات بعين الجرح حيث قال: شعر:

جراحات السنان لَها التيام ولا يلتام ما جرح اللسان

ويقال: ½جراحة اللسان أصعب من جراحة السنان¼، واللام في ½الكلمة¼ للجنس أو للعهد الخارجي؛ لأنّ المراد من الكلمة الكلمة الجارية على ألسنة النحاة، والقرينة على مرادنا تلك الكلمة أنّ العالِم نحوي والمتعلّم نحويّ والكتاب مصنّف في النحو، والتاء فيها للوحدة، وقوله: ½لفظ¼ جنس يشتمل الموضوعات والمهملات، وقوله: ½وضع لمعنى¼ فصل خرج به المهملات وما وضع لغرض التركيب كحروف الهجاء نحو: ا، ب، ت إلى غير ذلك، وما وضع لعلامة الإعراب كالحركات والحروف الإعرابيّة، وقوله: ½مفرد¼ فصل آخر خرج به ما وضع للمعنى المركّب، ثُمّ اعلم أنّ لكون اللفظ كلمة شرائط: أن يخرج من الفم وأن يخرج من فم الإنسان وأن يكون بقصد التكلّم وأن يكون له معنى، فالكلمة ما يخرجه الإنسان من فمه بقصد التكلّم دالاًّ على معنى، واللفظ في اللغة: الرمي مطلقاً سواء كان من الفم أو من غيره لفظاً أو غيره، مثال رمي اللفظ من الفم كالتكلّم بقول: ½زيد قائم¼، ومثال رمي غير اللفظ نحو: ½أكلت التمرة ولفظت النواة¼، ومثال رمي غير اللفظ من غير الفم نحو: ½لفظت الرحى الدقيق¼، وفي الاصطلاح: ما يتلفّظ به الإنسان، والوضع في اللغة: جعل الشئ في حيّز الشئ الآخر، وفي الاصطلاح: تخصيص شئ بشئ بحيث متى أطلق أو أحسّ الشئ الأوّل فهم منه الثاني، و½الْمَعْنَى¼ إمّا ½مفعل¼ اسم مكان أو مصدر ميميّ بمعنى المفعول؛ لأنه إذا تعذّر استعمال الظروف أو المصادر في معانيها الأصليّة يؤوّل عنه بالمفعول نحو: ½مشرب عذب¼ و½مركب فاره¼ أي: ½مشروب عذب¼ ومركوب فاره¼، ويقال: ½هذا ضرب الأمير¼ أي: مضروبه، أو أصله ½معنوي¼ على صيغة اسم المفعول قلّبت الواو ياء بموجب الإعلال وأبدلت الضمّة كسرة والكسرة فتحة على خلاف القياس، وإنّما كان هذا التخفيف غير قياسي لفقدان نظيره في كلام العرب، وفي الاصطلاح: ما يُعنَى عن اللفظ أو يفهم به لا ما لأجله اللفظ، والمراد بـ½المفرد¼ ما ليس بمركّب، "ه" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279