يقوم مقامه وهو نون التثنية والجمع نحو: ½جاءني غلام زيد وغلاما زيد ومسلمو مصر¼، واعلم أنّ الإضافة على قسمين: معنويّة([1])ولفظيّة أمّا المعنويّة فهي أن يكون المضاف غير صفة([2])مضافة إلى معمولِها، وهي
([1]) قوله: [معنوية] أي: المنسوبة إلى المعنى لإفادتِها معنى فِي المضاف تعريفاً وتخصيصاً، وإنّما قدّم المعنويّة على اللفظيّة؛ لأنّ المعنويّة أكثر فائدة من اللفظيّة، وإنّما انحصرت الإضافة في القسمين؛ لأنّ المضاف لا يخلو إمّا صفة أو لا الثانِي معنوية، والأوّل لا يخلو إمّا أن يكون مضافاً إلَى معموله أو إلَى غير معموله الأوّل لفظيّة، والثانِي معنويّة، "ه".
([2]) قوله: [غير صفة] أي: لا يكون المضاف صيغة الصفة بل كان جامداً كـ½غلام زيد¼ أو كان صيغة الصفة لكن كان مضافة إلى غير معمولِها نحو: ½كريم البلد¼ فإنّ الكريم صفة مضافة إلَى غير معمولِها؛ إذ ليس المعنى أنّ الكريم كريم فِي بلد، بل المعنى أنّ الكريم أضيف إلَى بلده بأنه مسكنه، ثُمّ الإضافة المعنويّة إمّا بمعنى اللام أو بمعنى ½مِنْ¼ أو بمعنى ½فِي¼، فإن لَم يكن المضاف إليه من جنس المضاف ولا ظرفاً له فالإضافة بمعنى اللام نحو: ½غلام زيد¼ أي: غلام لزيد، وإن كان المضاف إليه من جنس المضاف فالإضافة بمعنى ½مِنْ¼ نحو: ½خاتم فضّة¼ أي: خاتم من فضّة، وإن كان المضاف إليه ظرف المضاف فالإضافة بمعنى ½فِي¼ نحو: ½صلاة الليل¼ أي: صلاة فِي الليل، ووجه الحصر أنّ المضاف إليه لا يخلو إمّا أن يكون ظرفاً للمضاف أو لا الأوّل بمعنى ½فِي¼ كما مرّ آنفاً، والثانِي لا يخلو إمّا أن يكون بين المضاف والمضاف إليه نسبة التباين أو نسبة المساواة أو نسبة عموم وخصوص مطلقاً أو نسبة عموم وخصوص من وجه، فإن كان بينهما نسبة التباين فهي الإضافة بمعنى اللام كما مرّ، وإن كان بينهما نسبة المساواة فهي الإضافة الممتنعة لعدم الفائدة فِي الإضافة مثل ½ليث أسد¼ و½حبس منع¼، وإن كان بينهما نسبة عموم وخصوص مطلقاً فأيضاً لا يخلو إمّا أن يكون إضافة العامّ إلى الخاصّ أو إضافة الخاصّ إلَى العامّ، فإن كان إضافة العامّ إلى الخاصّ فهو إضافة بمعنى اللام نحو: ½يوم الأحد¼، وإن كان إضافة الخاصّ إلى العامّ فهو الإضافة الممتنعة لعدم الفائدة فِي الإضافة نحو: ½أحد اليوم¼، وإن كان بينهما نسبة عموم وخصوص من وجه فأيضاً لا يخلو إمّا أن يكون المضاف أصلاً بالنسبة إلى المضاف إليه أو بالعكس فإن كان الأوّل فهو أيضاً إضافة بمعنى اللام نحو: ½فضّة خاتمك خير من فضّة خاتمي¼، وإن كان الثانِي فهو إضافة بمعنى ½مِنْ¼ كما مرّ، والمراد بكون المضاف أصلاً بالنسبة إلى المضاف إليه أن يكون المضاف إليه متّخذاً من المضاف، والمراد بكون المضاف إليه أصلاً بالنسبة إلى المضاف أن يكون المضاف متّخذاً من المضاف إليه، "و" وغيره.