عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

كأنك تفسّره أهل القرية، و½أن¼ إنّما يفسّر([1])بِها فعل بِمعنى القول كقوله تعالى: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ﴾[الصافات: 104]، فلا يقال([2]): ½قلت: له أنْ اكتب¼ إذ



([1]) قوله: [يفسّر بها] أي: يفسّر بكلمة ½أَنْ¼ المخفّفة مفعول فعل هو بمعنى القول سواء كان ذلك المفعول مقدّراً نحو قوله الله: ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ﴾ [الصافات: 104] فقوله تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ﴾ فعل وهو بمعنى القول؛ لأنّ النداء لا يكون إلاّ بالقول، وقوله تعالى:﴿أَنْ﴾ لتفسير مفعول ذلك الفعل وهو ½بلفظ¼ أو ½بشيء¼، وقوله تعالى: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ﴾ تفسيره أي: و﴿وَنَادَيْنَاهُ﴾ بلفظ وهو قولنا: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ﴾، أو ظاهراً كقوله تعالى: ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ﴾ [المائدة: 117]، فقوله:﴿ أن اعْبُدُواْ اللّهَ﴾ تفسير للضمير في ½به¼ وهو مفعول به ظاهر لفعل بمعنى القول وهو ﴿أَمَرْتَنِي﴾، وقوله تعالى: ﴿إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ [طه :٣٨/ 39]﴾، فقوله تعالى: ﴿اقْذِفِيهِ﴾ تفسير لقوله تعالى: ﴿مَا يُوحَى﴾ وهو مفعول ظاهر لـ½أوحينا¼. "غ".

([2]) قوله: [فلا يقال] أي: إذا علمت أنّ ½أنْ¼ يفسّر بها فعل بمعنى القول أي: لا يفسّر بها صريح القول ولا ما ليس بمعنى القول فلا يقال: ½قلت له أن اكتب¼؛ إذ هو لفظ القول لا معناه، ويشترط أيضاً لكون ½أَنْ¼ مفسّرة أن لا يكون ما بعدها متعلّقاً بما قبلها بخبريّة أو عمل فقوله تعالى: ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس : 10] ليست ½أنْ¼ فيه مفسّرة؛ لكون ما بعدها خبراً لِما قبلها. "غ".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279