عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

وَمِن بَعْدٍ﴾[الروم: 4] وتسمّى ½الغايات¼([1])، ومنها: ½حيث¼([2])بُنيت تشبيهاً لَها بالغايات لِملازمتها الإضافة إلى الْجملة في الأكثر([3])قال الله تعالى: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[الأعراف: 182]، وقد يضاف إلى الْمفرد كقول الشاعر([4]) ع

أَمَا تَرٰى حَيْثُ سُهَيْلٍ طَالِعاً

أي: مكان سهيل فـ½حيث¼ هذا بِمعنى مكان، وشرطه([5])أن يضاف إلى الْجملة نحو: ½إجلس حيث يجلس زيد¼،.............................

 



([1]) قوله: [تسمّى الغايات] إنّما سُمّيت الظروف المبنيّة المقطوعة عن الإضافة غايات؛ لأنّ غاية الكلام فِي النطق كانت ما أضيفت هي إليه فلمّا حذف المضاف إليه صرن غايات فِي النطق ينتهي بِها الكلام. "غ".

([2]) قوله: [حيث] إنّما بنيت ½حيث¼ على الضمّ كالغايات؛ لأنها غالبة الإضافة إلَى الجملة والإضافة إلَى الجملة كلا إضافة؛ لأنّ المضاف إلَى الجملة مضاف إلَى مضمون الجملة فِي الحقيقة وهو ليس بمذكور فكأنه قطع عن الإضافة حكماً فشابهت بالغايات فِي الإبهام وهي مبنيّة، فكذا هذه أيضاً مبنيّة. "ي" وغيره.

([3]) قوله: [فِي الأكثر] إنّما قيّد به؛ لأنها قد جاء إضافتها إلَى المفرد كما سيجئ.

([4]) قوله: [كقول الشاعر] وآخره: نجماً يضئ كالشهاب ساطعاً، فقوله: ½ترى¼ من الرؤية البصرية، و½حيث سهيل¼ مفعول ترى، و½طالعاً¼ حال من سهيل، و½نجماً¼ بالنصب مفعول ثان وبالجرّ بدل من ½سهيل¼، و½يضئ¼ صفة ½نجم¼، و½الشهاب¼ بالكسر شعلة من النار وهو متعلّق بـ½يضئ¼، و½ساطعاً¼ صفة ½نجم¼ ثانية أو حال من فاعل ½يضئ¼، وهو من السطوع بمعنى الارتفاع، والمعنى: ½أما ترى مكان سهيل حال كونه طالعاً نجماً ساطعاً يضيء كالشهاب¼ وموضع الاستشهاد فِي البيت ½حيث¼ حيث أضيف إلَى المفرد وهو سهيل، ويعربُها بعض العرب عند إضافتها إلَى المفرد لزوال علّة البناء وهي الإضافة إلَى الجملة لكنّ الأشهر بقاءها على البناء لشذوذ الإضافة إلَى المفرد. "ي".

([5]) قوله: [شرطه] أي: شرط ½حيث¼ فِي الاستعمال الغالب أن يضاف إلَى الجملة اسميّة كانت أو فعليّة

كـ½اجلس حيث يجلس زيد¼ و½اجلس حيث زيد جالس¼ معناهما: اجلس مكان جلوس زيد، وإنّما كان شرط ½حيث¼ أن يضاف إلى الجملة لاحتياجه إليها لتعيين معناه كاحتياج الموصول إلَى ما يتمّ به؛ لأنه موضوع لمكان يقع فيه النسبة، واعلم أنّ ½حيث¼ للمكان، وقد يسعمل للزمان عند الأخفش كما فِي قول الشاعر: ½للفتى عيش يعيش به حيث تحرّك ساقه¼ أي: زماناً يكون حيًّا، وإنّما حيث هنا للزمان؛ لأنّ انتهاء الحيوة بانتهاء الزمان لا بانتهاء المكان. "غ" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279