عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى﴾[المزمل:20]، و½أنْ¼ الواقعةَ بعد الظنّ([1])جاز فيه الوجهان: النصب بِها، وأن تجعلها كالواقعة بعد العِلْم نحو: ½ظننت أنْ سيقوم¼. فصل: الْمجزوم([2])عامله ½لَم¼ و½لَمّا¼ ولام الأمر و½لا¼ في النهي وكلِم الْمُجازات([3])، وهي ½إن¼ و½مهما¼ و½إذما¼ و½حيثما¼([4])و½أين¼



([1]) قوله: [بعد الظنّ] وبعد ما بمعناه كالحسبان إذا كان بمعنى الظنّ الغالب وكالعلم المؤوّل بالظنّ، جاز فيه الوجهان أي: جاز أن تكون مصدريّة وأن تكون مخفّفة من المثقّلة نحو: ½ظننت أن سيقوم¼ بالرفع والنصب؛ لأنّ الظنّ باعتبار دلالته على غلبة الوقوع يناسب ½أَنْ¼ المخفّفة الدالّة على التحقيق، وباعتبار عدم اليقين يناسب ½أَنْ¼ المصدريّة الدالّة على التوقّع فجاز وقوعهما بعده، و½أَنْ¼ الّتي تقع بعد غير العلم والظنّ من الطمع والخشية والخوف والشكّ والوهم والإعجاب ونحوها فمصدريّة لا مخفّفة نحو: ½خشيت أن لا تفعل¼. "غ".

([2]) قوله: [المجزوم] أي: المضارع المجزوم عامله ½لَمْ¼ و½لَمّا¼ ولامُ الأمر و½لاَ¼ في النهي أي: ½لاَ¼ المستعملة في النهي، وفيه احتراز عمّا استعملت في النفي، فهذه الكلمات الأربع تجزم فعلاً واحداً بالأصالة وإلاّ فقد يتعدّد مجزومها بالعطف، وإنّما تجزم ½لَمْ¼ و½لَمّا¼ لاختصاصهما بالفعل، وفي "غ" عن "مف": أنّ كلّ ما اختصّ بشيء وهو خارج عن حقيقته يؤثّر فيه ويغيّره غالباً بشهادة الاستقراء، وإنّما تعيّن الجزم ليكون الأثر على وفق المؤثّر في الاختصاص، وإنّما تجزم لام الأمر و½لاَ¼ في النهي؛ لأنّهما تشبهان ½إِنْ¼ الشرطيّة في نقل المضارع وإخراجه عن أصله، حيث تنقل ½إِنْ¼ الشرطيّة المضارع من الحال إلى الاستقبال وتخرجه من القطع إلى الشكّ وتنقل لام الأمر و½لاَ¼ في النهي المضارع من الحال إلى الاستقبال وتخرجانه من الخبر إلى الإنشاء. "غ" وغيره.

([3]) قوله: [كلم المجازات] الكلم جمع الكلمة أو جنس أي: الكلم الدالّة على كون الجملة الثانية جزاء ومسبّباً للجملة الأولى، أي: كلمات الشرط والجزاء الّتي بعضها من الأسماء وبعضها من الحروف ولهذا اختار لفظ الكلم؛ لأنّه يعمّ الاسم والحرف بخلاف لفظ الحرف، وإنّما تجزم كلم المجازات المضارع لتضمّنها معنى ½إِنْ¼ الشرطيّة. "و"وغيره.

([4]) قوله: [إذما وحيثما] فـ½إِذْ¼ و½حَيْثُ¼ تجزمان المضارع مع ½مَا¼، وأمّا بدونها فلا, و½أَيْنَ¼ و½مَتَى¼ تجزمانه مطلقاً سواء كانتا مع ½مَا¼ أو لا، وإنّما لم يذكر المص ½كَيْفَمَا¼ و½إِذَا¼؛ لأنّ انجزام المضارع معهما شاذّ لم يجئ في كلامهم، أمّا الشذوذ في ½كيفما¼ فلأنّه لعموم الأحوال كما في قول القائل: ½كيفما تقرء أقرء¼, ويتعذّر استواء قراءة القارئين في جميع الأحوال والكيفيّات، وأمّا الشذوذ في ½إذا¼ فلأنّ كلمات المجازات إنّما تجزم المضارع لاشتمالها على معنى ½إِنْ¼ الشرطيّة، و½إِذَا¼ لا يشتمل على معناها؛ لأنّ ½إِنْ¼ للإبهام؛ لأنها للشرط والشرط مفروض وجوده، و½إذا¼ للقطع؛ لأنه موضوع للأمر المقطوع وجوده في اعتقاد المتكلّم في المستقبل فبينهما منافاة. "و" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279