عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

حرف النداء قائم مقام ½أدعو¼ و½أطلب¼ وهو الفعل، فلا نقض عليه، ( )	قوله: [قد نوقض] أي: نوقض ما ذكر من انحصار الكلام بأنه لا يحصل إلاّ باسم وفعل، بالنداء أي: بالمنادى، وكذا بالمندوب، فأجاب قائلاً: قلنا: حرف النداء قائم مقام ½أدعو¼ و½أطلب¼ وهُما الفعلان، أي: أصله ½أدعو زيداً¼، وكذا واو الندبة قائم مقام ½أتفجّع¼ فأصل ½وا زيداه¼: ½أتفجّع زيداً¼ فلا نقض؛ لأنّ الكلام حاصل من اسم وفعل لا من حرف وفعل، كما ذهب إليه المبَرِّد، فإن قلت: حرف النداء قائم مقام ½أدعو¼ فينبغي أن يتمّ الكلام بمجرّد ½يَا¼ دون ½زيد¼؛ لأنّ في ½أدعو¼ يحصل تركيب فعل واسم منويّ مستتر فيه وهو ½أنا¼، قلنا: الأمر كذلك، لكنّ ذكر زيد كذكر سائر المفاعيل نحو: ½ضربت زيداً¼. ثُمّ العقل يقتضي أن يكون الكلام ستّة أنواع ثلثة منها من جنس واحد أي: من اسم واسم، ومن فعل وفعل، ومن حرف وحرف، وثلثة منها من جنسين أي: من اسم وفعل، ومن اسم وحرف، ومن فعل وحرف، لكنّه لا يحصل إلاّ من القِسمين أي: من اسم واسم، ومن اسم وفعل لِما بيّن المص بقوله: ½إذ لا يوجد المسند والمسند إليه معاً إلاّ فيهما¼، "ه".وإذا فرغنا من المقدّمة فلنشرع في الأقسام الثلثة والله الموفّق والمعين.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279