في مثل([1])قول الشاعر شعر:
الباب الثانِي: فِي الاسم المبنِيّ([4])وهو اسم وقع غير مركّب([5])مع غيره مثل: ½ا، ب، ت، ث¼([6])ومثل: ½أحد، اثنان، ثلاثة¼ وكلفظ ½زيد¼ وحده فإنّه مبنِيّ بالفعل([7])على السكون ومعرب بالقوّة،........................
([1]) قوله: [فِي مثل... إلخ] المراد به كلّ ما كان عطف بيان فيه من المعرّف باللام الّذي أضيف إليه الصفة المعرفة باللام نحو: ½الضارب الرجل زيدٌ¼.
([2]) قوله: [أنا ابن... إلخ] فإنّ قوله: ½بشر¼ عطف بيان لـ½البكريّ¼ ولا يصحّ أن يكون بدلاً؛ إذ البدل فِي حكم تكرير العامل فيكون المعنى: ½التارك بشر¼ فلا يصحّ لكونه من باب ½الضارب زيد¼، وقوله: ½عليه الطير¼ مفعول ثان لـ½التارك¼ إن جعل بمعنى المصيّر ومفعوله الأوّل هو ½البكري¼، وإن كان ½التارك¼ بمعنى طرح فهو حال، وقوله: ½ترقبه¼ حال من ½الطير¼، وإن كان ½الطير¼ مبتدأ فهو حال من الضمير فِي ½عليه¼، وقوله: ½وقوعاً¼ جمع واقع حال من فاعلِ ½ترقبه¼ أي: واقعة حوله.
([3]) قوله: [أنا ابن التارك... إلخ] التارك القاتل، والبكريّ: نسبة إلى بكر بن وائل وهو من شجعان العرب ولذا يفتخر الشاعر بأنه ابن قاتل هذا الرجل الشجاع فيقول: أنا ابن من جعل البكريّ مع شجاعته مجتمعاً عليه الطير إذا ضربه بالسيف وألقاه فِي المعركة واقعة حوله الطير مترقّبة عليه لخروج روحه؛ لأنّ الحيوان ما دام به رمق لا تقربه الطير خصوصاً فِي الإنسان. "ي".
([4]) قوله: [فِي الاسم المبنِيّ] اعلم أنّ الأصل فِي الأسماء الإعراب وفِي الأفعال والحروف البناء؛ لأنّ الأسماء محلّ المعانِي المعتورة وهي تقتضي العلامات لئلاّ يلتبس البعض ببعض وهي ليست إلاّ الإعراب بخلاف الأفعال والحروف؛ لأنهما ليسا محلاًّ للمعانِي المعتورة فلا يحتاج إلَى الإعراب، وأيضاً الفعل ثقيل؛ لأنه موضوع للحدث والزمان فالمناسب معه الخفّة، والبناء خفيف؛ لأنّ سلوك طريق واحد أسهل من سلوك طرق مختلفة، ولو أعرب لثبت الثقل على الثقل وهو غير جائز، ثُمّ المبنِيّ المطلق عبارة عمّا كان حركته وسكونه من غير عامل، وهو على قسمين أحدهما: مبنِيّ الأصل والثانِي: مبنِيّ الاسم، فالأوّل عبارة عن الماضي والأمر الحاضر والحروف، والثانِي عبارة عن الأمرين أحدهما: ما شابه مبنِيّ الأصل كالموصولات، فإنّها مبنِيّ الاسم لِمشابِهتها الحرف؛ لأنّ الحرف كما يحتاج فِي الدلالة على المعنى إلَى الضميمة كذلك الموصول يحتاج إلَى الصلة، والثانِي: أن يقع الاسم غير مركّب مع العامل مثل ½زيد¼ ½عمرو¼ ½بكر¼ بالسكون، ثُمّ حكم مبنِيّ الأصل أن لا يتحقّق الإعراب فيه أصلاً لا لفظاً ولا تقديراً ولا محلاًّ، فإن قلت: الماضي قد يقع موضع الخبر مثل ½زيد ضرب¼ فِي موضع ½زيد ضارب¼ فيكون له إعراب محلّي مع أنه مبنِيّ الأصل، قلنا: لانسلّم أنّ فِي ½زيد ضرب¼ وقع الماضي فِي موضع الخبر بل الواقع فِي موضعه هو الجملة أي: الفعل والفاعل لا الفعل وحده، وحكم مبنِيّ الاسم أيضاً كذلك إن كان من الأمر الأوّل، وإن كان الثانِي فحكمه أنه إذا جاء عامل فلا يبقى مبنيًّا، "مق".
([5]) قوله: [غير مركّب] أي: حال كونه غير مركّب مع غيره على وجه يتحقّق معه العامل، فعلى هذا المضاف من المركّبات الإضافيّة المعدودة كـ½غلام زيد¼ و½غلام بكر¼ و½غلام عمرو¼ مبنِيّ، والمضاف إليه معرب، "سن" وغيره.