فصل: حروف التنبيه([1])ثلاثة: ½ألا¼ و½أما¼ و½ها¼، وضعت لتنبيه المخاطَب لئلاّ يفوته شيء من الكلام، فـ½ألا¼([2])و½أما¼لا يدخلان إلاّ على الجملة اسميّة كانت نحو قوله تعالى: ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ﴾[البقرة: 12] وقول الشاعر شعر:
أَمَا([3])وَالّذِيْ أَبْكَى وَأَضْحَكَ وَالَّذِيْ |
أَمَاتَ وَأَحْيَى وَالَّذِيْ أَمْرُهُ الأَمْرُ |
([1]) قوله: [حروف التنبيه] قال بعض المحقّقين: ½إنّ الظاهر أنها ليست حروف المعاني بل هي أصوات وضعت لغرض التنبيه فالأليق أن تجعل من حروف الزيادة¼، وإنّما سمّيت بها لتنبيه المخاطب بها، ولا تكون هذه الحروف إلاّ في صدر الكلام سوى ½هَا¼ المتّصلة باسم الإشارة فإنّها تقع حيث يقع اسم الإشارة، وأمّا إذا فصل بينها وبين اسم الإشارة فهي تقع في صدر الكلام أيضاً، ويفصل بينهما إمّا بالقسم نحو: ½ها والله ذا¼ أو بالضمير المرفوع المنفصل نحو قوله تعالى: ﴿هَاأَنتُمْ هَؤُلاء﴾ [آل عمران: 66] أو بغيرهما قليلاً كقول الشاعر: شعر
قَسَّمْنَا الْمَالَ نِصْفَيْنِ بَيْنَنَا |
|
فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا لَهَا وَذَا لِيَا |
الألف في ½ذا ليا¼ للإشباع وأصله: ½ذا لي¼، والضمير في قوله: ½لها¼ راجع إلى المرأة أي: هذا النصف لتلك المرأة وذلك النصف لي، فإنّه فصل ههنا بين ½هَا¼ واسم الإشارة بحرف العطف وهو الواو فلفظة ½هذا¼ و½ها وذا¼ بمعنى واحد. كذا في "غ".