عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

و½إمّا¼ فجوابه ½نعم¼([1])أو ½لا¼، ومنقطعة([2])وهى ما تكون بمعنى ½بل مع الهمزة¼ كما رأيت شَبَحاً([3])من بعيد قلت: ½إنّها لإبِلٌ¼ على سبيل القطع، ثُمّ حصل لك شكّ أنّها شاة، فقلت: ½أم هى شاة¼ تقصد الإعراض عن الإخبار الأوّل والاستيناف بسؤال آخر معناه: ½بل هى شاة¼، واعلم أنّ ½أمْ¼ المنقطعةَ لا تستعمل إلاّ في الخبر كما مرّ، وفي الاستفهام نحو: ½أعندك زيد أم عمرو¼ سألت أوّلاً عن حصول زيد ثُمّ أضربت عن السؤال الأوّل وأخذت في السؤال عن حصول عمرو،



([1]) قوله: [فجوابه...إلخ] أي: يصحّ الجواب بـ½نَعَمْ¼ أو ½لاَ¼ للسؤال بـ½أَوْ¼ و½إمّا¼؛ لأنّ المقصود بالسؤال

بهما أنّ أحدهما جاءك أو لا مثلاً فيكون السؤال عن أصل النسبة فيصحّ الجواب بـ½نَعَمْ¼ أو ½لاَ¼ لدلالتهما على ثبوت النسبة أو نفيها كقولك: ½نَعَمْ¼ أو ½لاَ¼ في جواب من قال: ½أجاءك زيد أو عمرو¼ و½أجاءك إمّا زيد وإمّا عمرو¼. "ي".

([2]) قوله: [ومنقطعة] أي: والثاني: منقطعة وسمّيت ½أَمْ¼ هذه بها؛ لأنّ ما بعدها منفصلة عمّا قبلها أي: كلّ واحد منهما كلام مستقلّ، وتسمّى أيضاً ½منفصلة¼، و½أَمْ¼ المنقطعة: ما تكون بمعنى ½بَلْ¼ مع الهمزة أي: للإضراب والإعراض عن الأوّل والشكّ في الثاني، وقد يجئ ½أَمْ¼ المنقطعة لمجرّد الإضراب دون الشكّ إذا كان ما بعدها مقطوعاً به كقوله تعالى: ﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ﴾ [الزخرف: 52] إذ لا معنى للاستفهام ههنا. "ي" وغيره.

([3]) قوله: [شبحاً] أي: صورة من بعيد فقلت بعد رؤيتك إيّاها: ½إنّها إبل¼ على سبيل القطع أي: على وجه اليقين؛ لأنّك لمّا رأيتها اعتقدت أنها إبل بلا شكّ، ثمّ حصل لك شكّ أنها شاة أو شيء آخر إذا قربت منها أو علمت أنها ليست بإبل، فأعرضت عن الإخبار الأوّل أي: عن قولك: ½إنّها إبل¼ فقلت: ½أم هي شاة¼ وأنت تقصد الإعراض عن الإخبار الأوّل والاستيناف بسؤال آخر، ومعنى قولك: ½أم هي شاة¼: ½بل هي شاة أو شيء آخر¼. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279