ويسمّى ½المبتدأ¼ والثاني مسند به ويسمّى ½الخبر¼ نحو: ½زيد قائم¼، والعامل([1])فيهما معنويّ وهو الابتداء، وأصل المبتدأ([2])أن يكون معرفة، وأصل الخبر([3])................................................
([1]) قوله: [والعامل... إلخ] قيل: العامل المعنويّ ما يدرك بالعقل ولا يتلفّظ به، واعلم أنّ النحويّين قد اختلفوا فِي أنّ العامل فِي المبتدأ والخبر معنويّ أم لا، فذهب البصريّون إلَى أنّ العامل في المبتدأ والخبر معنويّ وهو الابتداء، وهذا هو المشهور والمختار عند المص، وذهب الكوفيّون إلَى أنّ العامل فِي المبتدأ هو الضمير العائد من الخبر ولذا اشترطوا الضمير فِي الخبر ولو جامداً، وذهب الكسائيّ والفرّاء إلَى أنّ المبتدأ عامل فِي الخبر والخبر عامل فِي المبتدأ، وذهب سيبويه إلَى أنّ العامل فِي المبتدأ معنويّ وفي الخبر مبتدأ، "ه".
([2]) قوله: [أصل المبتدأ... إلخ] أي: الأولى فِي المبتدأ أن يكون معرفة؛ لأنه محكوم عليه وحقّ الْمحكوم عليه أن يكون معلوماً؛ لأنه لا يصحّ الحكم على المجهول، والأصل الثانِي فيه أن يكون مقدّماً على الخبر ما لَم يمنع مانع؛ لأنه ذات بالنسبة إلَى الخبر والخبر حال من أحواله ووصف من أوصافه والذات مقدّمة على الصفة.
([3]) قوله: [أصل الخبر... إلخ] لأنّ الخبر لا يقع إلاّ محكوماً به والّذي يحكم به يصلح أن يكون معرفة أو نكرة لكنّ النكرة أصل أي: أولى من المعرفة لوضع الألفاظ على التنكير، فإذا حصل الغرض بالأصل فهو أولى، ولأنه لو كان معرفة التبس بالصفة، والأصل الثانِي فِي الخبر أن يكون مؤخّراً عن المبتدأ؛ لأنه صفة له والصفة عقيب الذات، وفِي بيان المص أصلَ المبتدأ والخبر إشارة إلَى أنّ المبتدأ قد يقع نكرة نحو: ½في الدار رجل¼ والخبر قد يقع معرفة نحو: ½أنا زيد¼، "ه".