عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

على أحدهِما فلا تقول: ½أعلمت زيداً خير الناس¼ بل تقول: ½أعلمت زيداً عمرواً خيرَ الناس¼. فصل: أفعال القلوب([1])½علمت¼ و½ظننت¼ و½حسبت¼ و½خِلْت¼ و½رأيت¼ و½وجدت¼ و½زعمت¼، وهي أفعال تدخل على المبتدأ والْخبر فتنصبهما([2])على الْمفعوليّة نحو: ½علمت زيداً عالِماً¼، واعلم أنّ لِهذه الأفعال خواصّ([3])منها([4]): أن لا تقتصر على أحد



([1]) قوله: [أفعال القلوب] وهي سبعة، وإنّما سمّيت هذه الأفعال بـ½أفعال القلوب¼؛ لأنّ القلوب محلّ لهذه الأفعال، أو لتعلّقها بالقوى الباطنة؛ لأنّ بعضها للشكّ وهي ½ظننت¼ و½حسبت¼ و½خلت¼ وتسمّى ½أفعال الشكّ¼، وبعضها لليقين وهي ½علمت¼ و½رأيت¼ و½وجدت¼، و½زعمت¼ يصلح لكلّ منهما، وكلاهما من أفعال القلوب، وتسمى بـ½أفعال غير العلاج¼ أيضاً أي: لا تعمل بالأعضاء، وما يعمل بالأعضاء يسمّى ½فعل العلاج¼، وانحصار أفعال القلوب في السبعة اصطلاحيّ واستقرائيّ لا عقليّ وإلاّ فـ½عرفت¼ و½اعتقدت¼ من أفعال القلوب أيضاً ولا يتعدّيان إلى المفعولين استعمالاً ولا يجري فيهما أحكام أفعال القلوب. "ي" وغيره.

([2]) قوله: [فتنصبهما] أي: تنصب تلك الأفعال المبتدأ والخبر على المفعوليّة أي: على أنّ كلّ واحد منهما مفعولها أو مجموعهما مفعول لها من حيث المعنى، فإنّ معنى ½علمت زيداً عالماً¼: ½علمت علم زيد¼.

([3]) قوله: [خواص] هي جمع خاصّة وهي ما يختصّ بالشئ ولا يوجد في غيره.

([4]) قوله: [منها] أي: من خصائص أفعال القلوب أن لا يقتصر على أحد مفعوليها بأن يذكر أحدهما وحده وإن جاز أن يحذفا معاً كقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ﴾[الكهف: 52]أى: زعمتموهم آلهة، وكقوله تعالى: ﴿وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ﴾[الفتح: 12] أي: ظننتم الباطل حقًّا ظنّ السوء، وإنّما لم يجز الاقتصار على أحد مفعولي أفعال القلوب؛ لأنّ ذكر الأوّل توطية ووسيلة إلى ذكر الثاني؛ لأنّ تأثيرها في الثاني دون الأوّل، وذكر المفعول الثاني مقصود فلو اقتصر على ذكر الثاني يلزم المقصود بدون ما هو توطية ووسيلة، ولو اقتصر على ذكر الأوّل يلزم ذكر التوطية والوسيلة وترك المقصود، ولأنّ هذه الأفعال تدخل على المبتدأ والخبر فكما أنّ المبتدأ لا بدّ له من خبر وبالعكس فكذا لا بدّ لأحد مفعوليها من الآخر، ولأنّ المفعولين معاً بمنـزلة اسم واحد؛ لأنّ مضمونهما معاً هو المفعول به في الحقيقة فلو حذف أحدهما كان كحذف بعض أجزاء الكلمة الواحدة. "غ" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279