عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

أو لبيان العدد([1])كـ½جلست جلسة أو جلستين أو جلسات¼، وقد يكون([2])من غير لفظ الفعل المذكور نحو: ½قعدت جلوساً¼ و½أنبت نباتاً¼، وقد يحذف([3]) فعله لقيام قرينة جوازاً كقولك للقادم: ½خير مقدم¼ أي: ½قدمت قدوماً خير مقدم¼ ووجوباً سماعاً([4])نحو: ½سقياً¼ و½شكراً¼....................

 



([1]) قوله: [أو لبيان العدد] إن دلّ على عدد، ومعرفته إمّا أن يكون على وزن المرّة وهو فَعْلَة بفتح الفاء، وإمّا أن يكون بصيغة التثنية أو الجمع، وإنّما انحصرت أغراض بيان المفعول المطلق فِي الثلثة؛ لأنّ المفعول المطلق لا يخلو إمّا فِي مفهومه زيادة على مفهوم الفعل أو لا، الثانِي للتأكيد، والأوّل إمّا أن يكون فيه زيادة للنوع أو للعدد الأوّل للنوع، والثانِي للعدد، "سن".

([2]) قوله: [وقد يكون... إلخ] هذا عند المبَرِّد والكسائي، وعند سيبويه يجب أن يكون من لفظه فـ½جلوساً¼ فِي ½قعدت جلوساً¼ منصوب بـ½قعدت¼ عندهما وعليه الأكثرون، وبـ½جلست¼ عنده، ومنقوض بقوله تعالى:﴿ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً﴾[آل عمران: 176] والجواب أنّ ½شَيْئاً¼ بمعنى قليل وهو صفة لموصوف محذوف وهو ضرًّا أي: لايضرّونه ضرًّا قليلاً، وقيل: إنّ تقدير العامل عند سيبويه فيما يكون له فعل مستعمل فِي كلام العرب، وإلاّ فهو أيضاً قائل بأنّ العامل هو الفعل المذكوركما فِي ½حلفت يميناً¼؛ إذ لا فعل له من لفظه، "سن".

([3]) قوله: [قد يحذف] أي: يحذف الفعل الناصب للمفعول المطلق لقيام قرينة دالّة على الحذف أي: وقت قيام القرينة، فاللام الجارّة ههنا وقتيّة كما فِي قوله تعالى:﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾[الإسراء: 78] أي: وقت زوالِها، وقوله: ½جوازاً¼ مفعول مطلق لقوله: ½يحذف¼، وإنّما جاز الحذف ولَم يجب؛ لأنه بالنظر إلَى أنّ القرينة الدالّة على الحذف تستغنِي الفعل عن الذكر، والقرينة وإن كانت مِمّا يحصل به العلم بشئ آخر لكنّها ليست بسادّة مسدّ الشئ فيحصل الجواز دون الوجوب كقولك للقادم أي: الراجع عن سفره: ½خير مقدم¼ تقديره: ½قدمت قدوماً خير مقدم¼ فـ½خَيْرَ¼ مفعول مطلق باعتبار النيابة حذف فعله لقيام قرينة وهي قدومه عن السفر، فبقي ½قدوماً خير مقدم¼ ثُمّ حذف ½قدوماً¼ وأقيم الصفة مقامه؛ لأنّ الصفات لازمة، فإذا وجد اللازم وجد الملزوم، "ه".

([4]) قوله: [ووجوباً سماعاً] عطف على قوله: ½جوازاً¼، أي: قد يحذف العامل الناصب للمفعول المطلق

وجوباً سماعاً أي: حذفاً واجباً مفوّضاً إلَى السماع، وهذا محصورة لا يتجاوز عن أمثلة معدودة، منها :½سقياً¼ فهذا دعاء إمّا باعتبار ذات المخاطب أو باعتبار زرعه، ومنها: ½شكراً¼، ومنها: ½حمداً¼، ومنها: ½رعياً¼ هذا دعاء باعتبار ذات المخاطب بأن رزقه الله تعالى أو باعتبار المواشي، ومنها: ½خَيْبَة¼، أي: خاب خيبة، وهو من½خاب الرجل¼ يقال لِمن لَم ينل ما طلب، ومنها: ½جدعاً¼، أي: جدع جدعاً، والجدع قطع الأنف أو الأذن أو الشفة أو اليد، ومنها: ½عجباً¼، أي: عجبت عجباً، وإنّما وجب حذف أفعال هذه المصادر طلباً للتخفيف، لكثرة استعمال هذه المصادر على ألسنتهم، فإن قلت: الوجوب يستلزم عدم إظهار الفعل فكيف يصحّ وجوب حذف هذه الأفعال مع أنه قد جاء إظهارها كقولِهم: ½سقاك الله سقياً¼ و½شكرتك شكراً¼ و½حمدتك حمداً¼، قلنا: إنّ الحذف إنّما يجب إذا كان استعمال هذه المصادر مع اللام أو بالإضافة نحو: ½حمداً لك¼ و½شكراً لك¼ و½سبحان الله¼ عزّ وجلّ، أو قلنا: المراد من استعماله استعمال الفصحاء والبلغاء، وذلك المذكور من كلام المحدثين المولّدين وليس من كلام العرب، وهم الذين كانوا من العجم وسكنوا فِي العرب، أو مَن كان أبوه من العجم وأمّه من العرب، "غ" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279