وأَنَّ، ولَأَنَّ، ولَعَنَّ. وعند الْمُبرِّد أصله: ½عَلَّ¼ زِيد فيه اللام والبواقي فروع. فصل: حروف العطف عشرة: الواو والفاء وثُمّ وحتّى وأو وإمّا وأمْ ولا وبل ولكن، فالأربعة الأوَل([1])للجمع، فالواو للجمع مطلقاً نحو: ½جاءني زيد وعمرو¼ سواء كان زيد متقدّماً في الْمجيء أو عمرو، والفاء للترتيب بلا مهلة([2])نحو: ½قام زيد فعمرو¼ إذا كان زيد متقدّماً وعمرو متأخّراً بلا مهلة، و½ثُمّ¼ للترتيب بمهلة ([3])نحو: ½دخل زيد ثُمّ عمرو¼ إذا كان زيد متقدّماً وبينهما مهلة، و½حتّى¼ كـ½ثُمّ¼([4])في الترتيب
([1]) قوله: [فالأربعة الأوَل] الفاء للتفسير، و½الأوَل¼ جمع الأولى، وهي من الواو إلى ½حتّى¼، للجمع أي: لاشتراك المعطوف والمعطوف عليه فيما حصل للمعطوف عليه من الحكم، فالواو للجمع مطلقاً من غير تقييد بترتيب وقران وتراخ بمعنى أنها لا يفهم منه الترتيب والقران والتراخي لا بمعنى أنها تنافيها في نفس الأمر، وإنّما قدّم الواو لأصالتها في باب العطف. "ي".
([2]) قوله: [للترتيب بلا مهلة] أي: للجمع مع الترتيب بلا تراخ بين المعطوف والمعطوف عليه أي: لتعليق الحكم بالمعطوف بعد تعلّقه بالمعطوف عليه بغير مهلة كقوله تعالى: ﴿ثمّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً﴾[المؤمنون: 14] و﴿ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً﴾[الحج: ٦٣].
([3]) قوله: [للترتيب بمهلة] أي: للجمع مع الترتيب بتراخ بين المعطوف والمعطوف عليه، وقد يجئ ½ثمّ¼ لمجرّد التعظيم نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثمّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾[الإنفطار: 17] وقد يجئ زائدة عند الأخفش نحو قوله تعالى: ﴿ثمّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ﴾[التوبة: 118].
([4]) قوله: [كـ½ثمّ¼] أي: مثله في الترتيب والمهلة إلاّ أنّ مهلة ½حتّى¼ أقلّ من مهلة ½ثمّ¼ فـ½حتّى¼ متوسّطة
بين الفاء الّتي لا مهلة فيها وبين ½ثمّ¼ المفيدة للمهلة، ويشترط أن يكون المعطوف بـ½حتّى¼ داخلاً في المعطوف عليه لكونها للغاية، واتّفق النحاة على أنّ ½حتّى¼ العاطفة يجب أن يكون المعطوف بها داخلاً في ما قبلها أو جزء له أو لِما دلّ عليه ما قبلها صرّح به الرضي، فإن قلت: هذا منقوض بنحو ½نمت البارحة حتّى الصباح¼؛ لأنّ الصباح ليس بجزء من البارحة، قلنا: الجزء أعمّ من أن يكون حقيقة كما في ½أكلت السمكة حتّى رأسها¼ أو حكماً كما في مثالك؛ فإنّ الصباح جزء البارحة؛ لأنّه قريب منها والقريب من الشيء يعطى حكمه. "رض" وغيره.