كالأسد¼، وقد تخفّف([1])فتلغى نحو: ½كأنْ زيد أسد¼، و½لكنّ¼ للاستدراك([2]) ويتوسّط([3])بين كلامين متغائرين في المعنى نحو: ½ما جاءني القوم لكنّ عمرواً جاء¼ و½غاب زيد لكنّ بكراً حاضر¼، ويجوز معها([4])الواو نحو: ½قام زيد ولكنّ عمرواً قاعد¼، وقد تخفّف([5])فتلغى نحو: ½مشى زيد لكنْ
([1]) قوله: [وقد تخفّف] أي: كلمة ½كأنّ¼ فتلغى أي: تهمل عن العمل على الاستعمال الأفصح لخروجها عن المشابهة لفوات فتحة الآخركقول الشاعر: شعر
وَنَحْرٍ مُشْرِقِ اللَوْنِ |
كَأَنْ ثَدْيَاهُ حِقَّانِ |
ويجوز أن يقدّر فيها ضمير الشأن بعد التخفيف كما في ½أنْ¼ المخفّفة، ويجوز أن لا يقدّر فيها ذلك لعدم الداعي إليه، وهو كمال المشابهة بالفعل كما كان في ½أنْ¼ المخفّفة "غ".
([2]) قوله: [و½لكنّ¼ للاستدراك] كلمة ½لكنّ¼ مفردة عند البصريّين حملاً على أخواتها، ولأنّ الأصل عدم التركيب، وقال الكوفيّون: هي مركّبة من ½لاَ¼ و½إنّ¼ المكسورة المصدّرة بالكاف الزائدة وأصلها: ½لاَ كَإِنّ¼ فنقلت كسرة الهمزة إلى الكاف وحذفت الهمزة، والاستدراك دفع توهّم ينشأ من الكلام السابق فإذا قلت: ½جاءني زيد¼ توهّم السامع أنّ عمرواً أيضاً جاءك لِما بينهما من الألفة، فدفعت ذلك الوهم بقولك: ½لكنّ عمرواً لم يجئ¼، وهذا إنّما يكون إذا كان بين زيد وعمرو ملازمة في المجئ وعدمه. "و".
([3]) قوله: [ويتوسّط] أي: تقع كلمة ½لكنّ¼ بين كلامين متغائرين نفياً وإثباتاً معنى، أي: تغايراً معنويّاً والواجب هو التغاير المعنويّ ولذا اقتصر عليه، والتغاير اللفظي قد يوجد كقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ﴾ [النمل : 73] وقد لا يوجد نحو: ½زيد حاضر لكنّ عمرواً غائب¼ فإنّه ليس فيه تغاير لفظيّ بل هو مقصور على التغاير المعنويّ الّذي هو الواجب وهو الغيبة والحضور، وينبغي أن تعرف أنّ الكلامين المتغائرين لا يجب أن يتضادّا تضادّاً حقيقيًّا بل يكفي تنافيهما في الجملة كما في الآية الكريمة؛ فإنّ عدم الشكر لا ينافي الفضل بل يناسبه؛ إذ اللائق أن يشكر. "ي" وغيره.