عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

مدلول المتبوع([1]) نحو: ½جاءني زيد أخوك¼، وبدل البعض من الكلّ وهو ما مدلوله جزء مدلول المتبوع نحو: ½ضربت زيداً رأسه¼، وبدل الاشتمال([2])وهو ما مدلوله متعلّق المتبوع كـ½سلب زيد ثوبه¼، وبدل الغلط([3])وهو ما يذكر بعد الغلط نحو: ½جاءنِي زيد جعفر¼ و½رأيت رجلاً حِماراً¼، والبدل إن كان نكرة من معرفة يجب نعته([4])كقوله تعالى:



([1]) قوله: [مدلول المتبوع] فإن قلت: إنّ ½ أخوك¼ فِي قولنا: ½جاءنِي زيد أخوك¼ يدلّ على أخوّة المخاطب ولا يدلّ عليها ½زيد¼ فكيف يكون مدلول ½أخوك¼ عين مدلول ½زيد¼، قلنا: مراده أنهما متّحدان فيما صدقا عليه أي: يطلقان على ذات واحدة، "ي".

([2]) قوله: [بدل الاشتمال] سُمّي به لاشتمال المبدل منه على البدل باعتبار تشويقه إلى البدل بحيث يبقى سامع المبدل منه منتظراً لذكر البدل، هذا هو الوجه المشهور وبه أخذ الحاجبِي وأبو البقاء، وقيل: سُمّي به لاشتمال البدل على المبدل منه، وقال الجرجانِي فِي قولِهم: ½سلب زيد ثوبه¼؛ لأنّ الثوب لَمّا اتّصل بزيد واشتمل عليه صار بمنـزلة ما هو جزءه فصحّ البدل، "ي".

([3]) قوله: [بدل الغلط] إنّما سُمّي به لكون الغلط سبباً للإتيان به لا أنه غلط وإلاّ فالغلط مِمّا لا ثبوت له فينبغي أن لَم يذكر، "ي".

([4]) قوله: [يجب نعته] أي: نعت البدل النكرة من المعرفة واجب؛ لئلاّ يكون المقصود أنقص من غير المقصود فأتوا بصفة تكون كالجابر لِما فيه من نقص النكارة، وقيل: حسُن نعته وليس بواجب، فإن قلت: يشكل هذا بقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾[ الإخلاص: ١] فإنّ قوله: ½أحد¼ بدل من الجلالة فِي بعض الوجوه ولَم يوصف بشئ، وبقوله تعالى:﴿ حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾[ الغافر: ١-٢] إلى قوله: ﴿ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾[الغافر: ٣] فإنّ قوله: ½شديد العقاب¼ بدل من الجلالة وهو نكرة؛ لأنّ الإضافة لفظيّة ولَم يوصف بشئ، وبنحو قولِهم: ½مررت بزيد ضارب أبوه¼ فإنّ ½ضارب¼ بدل من ½زيد¼ وهو نكرة، قلنا: إنّ كلاًّ من ذلك بدل على التسامح وبالحقيقة هو صفة البدل والتقدير: ½قُلْ هُوَ اللَّهُ إله أَحَدٌ¼ و½إله شَدِيدِ الْعِقَابِ¼ و½مررت بزيد رجل ضارب أبوه¼، ويمكن أن يحمل ذلك على قول أبِي الفارسي فإنّه يجوّز ترك الوصف إذا استفيد بالبدل ما لَم يستفد بالمبدل منه نحو: ½مررت بالإنسان رجل¼ ونحو: ﴿بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾[النازعات: ١٦] إذا لَم يجعل ½طوى¼ اسماً للوادي بل بمعنى ½المكرّر تقديسه¼؛ لأنه قدّس مرّتين، وإن لَم يكن كذلك لا يجوز ترك الوصف عنده أيضاً نحو: ½مررت بزيد رجل¼، ثُمّ النعت إنّما يجب إذا أبدلت النكرة من المعرفة بدل الكلّ بخلاف غيره من الأبدال؛ فإنّه لا يجب النعت فيها نحو: ½مررت بزيد حمار¼، "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279