عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

كلّه¼، واعلم أنّ ½أكتع وأبتع وأبصع¼ أتباع لـ½أجمع¼ وليس لَها معنى ههنا([1])بدونه، فلا يجوز([2])تقديمها على ½أجمع¼ ولا ذكرها بدونه. فصل: البدل([3])تابع ينسب إليه ما نسب إلى متبوعه وهو المقصود بالنسبة دون متبوعه، وأقسام البدل أربعة:([4])بدل الكلّ من الكلّ وهو ما مدلوله



([1]) قوله: [ههنا] إنّما قال: ½ههنا¼؛ لأنّ هذه الألفاظ الثلثة موضوعة لمعان فِي الأصل سوا جمع، فـ½أكتع¼ مشتقّ من قولِهم: ½حول كتيع¼ أي: تامّ، و½أبتع¼ مشتقّ من البتع وهو طول العتق مع شدّة مغرزه، و½أبصع¼ بالصاد المهملة مشتقّ من قولِهم: ½بصع العرق¼ أي: سال، وبالضاد المعجمة مشتقّ من قولِهم: ½بضع¼ أي: روي، ولا تستعمل هذه الألفاظ تأكيداً بدون ½أجمع¼؛ لأنها لا تدلّ على معنى الجمع ظاهراً إلاّ إذا ضمّت إلى ½أجمع¼، "غ" وغيره.

([2]) قوله: [فلا يجوز...إلخ] الفاء للنتيجة أي: لايجوز تقديم ½أكتع¼ و½أبصع¼ على ½أجمع¼ لكونِها أتباعاً له، ثُمّ يتقدّم ½أكتع¼ على أخويه فِي الفصيح، ثُمّ ½أبتع¼ على ½أبصع¼ عند الزمخشري فيقال: ½جاءنِي القوم كلّهم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون¼، وعند البغدادي والجزولي يتقدّم ½أبصع¼ على ½أبتع¼، وقال: أبن كيسان ابتدء بأيّتهنّ شئت بعد ½أجمع¼، "ي".

([3]) قوله: [البدل تابع] فقوله: ½تابع¼ جنس شامل للتوابع كلّها، وقوله: ½وهو المقصود بالنسبة¼ احتراز عن النعت والتوكيد وعطف البيان؛ لأنها ليست بمقصودة بِما نسب إلى المتبوع، وقوله: ½دون متبوعه¼ احتراز عن العطف بالحروف؛ لأنه وإن كان تابعاً مقصوداً بالنسبة لكنّ المتبوع كذلك مقصود بالنسبة، فإن قلت:هذا التعريف ليس بمانع عن دخول الغير فيه؛ لأنه دخل فيه المعطوف بـ½بل¼؛ لأنه تابع ينسب إليه ما نسب إلى متبوعه وهو المقصود بالنسبة دون المتبوع، قلنا: إنّ متبوعه مقصود ابتداء لكن أعرض عنه لظهور الغلط وقصد المعطوف فكلاهُما مقصودان بِهذا المعنى، "غ" وغيره.

([4]) قوله: [أربعة] ووجه الضبط أنّ البدل والمبدل منه لا يخلو إمّا أن يكون بينهما ملابسة أو لا الثانِي بدل الغلط، والأوّل لا يخلو إمّا أن يكون البدل كلّ المبدل منه أو جزءه أو يكون أحدهما مشتملاً على الآخر فالأوّل بدل الكلّ، والثانِي بدل البعض، والثالث بدل الاشتمال، "سن".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279