المقصد الثالث: في الْمجرورات الأسماء الْمجرورة هي المضاف إليه فقط وهو كلّ اسم([1])نسب إليه شئ بواسطة حرف الجرّ لفظاً نحو: ½مررت بزيد¼ ويعبّر([2])عن هذا التركيب في الاصطلاح بأنه جارّ ومجرور، أو تقديراً([3])نحو: ½غلام زيد¼ تقديره غلام لزيد ويعبّر عنه في الاصطلاح بأنه مضاف ومضاف إليه، ويجب تجريد([4])المضاف عن التنوين أو ما
([1]) قوله: [كلّ اسم... إلخ] إنّما قال: ½كلّ اسم¼ تنبيهاً على أنّ المضاف إليه لا يكون إلاً اسماً، وقوله تعالى: ﴿يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾[المائدة :١١٩] و ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ﴾[ الأنعام:٧٣] بتأويل المصدر، أي: يوم نفع الصادقين، ويوم النفخ فِي الصور، فالمراد بالاسم أعمّ من أن يكون حقيقة أو حكماً، وإنّما قال: ½شئ¼ تنبيهاً على أنّ المضاف قد يكون اسماً وقد يكون فعلاً مؤوّلاً بالاسم نحو: ½غلام زيد¼ و½مررت بزيد¼، وإنّما قال: ½بواسطة حرف الجرّ¼ احترازاً عمّا نسب إليه شئ بلا واسطة حرف الجرّ كنسبة الفعل إلَى الفاعل، "سن" وغيره.
([2]) قوله: [و يعبّر اهـ] لَمّا أطلق اسم المضاف إليه على الْمجرور بحرف الجرّ لفظاً والحال أنه غير ما هو المصطلح المشهور بينهم بل المشهور هو إطلاق اسم الجارّ والْمجرور عليه أشار إليه بقوله: ½ويعبّر...إلخ¼ أي: يعبّر ½مررت بزيد¼ فِي الاصطلاح المشهور فيما بين القوم بأنه جارّ ومجرور لا بأنه مضاف ومضاف إليه، أمّا من حيث اللغة فهو مضاف ومضاف إليه؛ لأنه أضيف إليه المرور بواسطة حرف الجرّ، "ي".
([3]) قوله: [أو تقديراً] عطف على قوله: ½لفظاً¼ أي: حال كون ذلك الحرف مقدّراً، وكان ينبغي أن يقال: ½أو تقديراً مراداً¼ ليخرج مثل ½صمت يوم الجمعة¼ فإنّه وإن نسب الصوم إلَى اليوم بالحرف المقدّر أعنِي: ½فِي¼ لكنّه غير مراد؛ إذ لوكان مراداً لظهر أثره وهو الجرّ، ويظهر من هذا الكلام أنّ انجرار المضاف إليه إنّما يكون بواسطة حرف الجرّ المقدّر المراد، "ي".
([4]) قوله: [يجب تجريد... إلخ] إنّما وجب تجريد المضاف عن التنوين وما يقوم مقامه؛ لأنّ التنوين وما يقوم مقامه يوجِب تَمام الكلمة وانقطاعَها عمّا بعدها، والإضافة توجِب الاتّصال والامتزاج، فلمّا أراد النحاة الامتزاج بين الكلمتين بحيث تكسب الأولى من الثانية التعريف والتخصيص والتخفيف حذفوا من الأولى علامة تمام الكلمة وأتَمّوها بالثانية، "ه" وغيره.