عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

حالاً، وقد تجئ للتأكيد إذا كان([1])جواباً لِمن يسأل ½هل قام زيد¼ تقول: ½قد قام زيد¼، وفي المضارع([2])للتقليل نحو: ½إنّ الكَذوب قد يصدق¼ و½إنّ الْجواد قد يبخل¼، وقد تجيء للتحقيق([3])كقوله تعالى: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ﴾[الأحزاب: 18]، ويجوز الفصل بينها([4])وبين الفعل بالقسم نحو: ½قد والله أحسنت¼، وقد يحذف الفعل بعد ½قد¼ عند القرينة كقول الشاعر شعر:

أَفِدَ([5])التَرَحُّلُ غَيْرَ أَنّ رِكَابَنَا

لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِنْ

 



([1]) قوله: [إذا كان] أي: إذا كان ما دخل عليه ½قَدْ¼ جواباً لمن يسأل ويقول: ½هل قام زيد¼ تقول جواباً له: ½قد قام زيد¼.

([2]) قوله: [وفي المضارع] عطف على قوله: ½في الماضي¼ أي: إذا دخلت ½قَدْ¼ في المضارع تكون للتقليل، وقد تكون للتكثير في مقام المدح نحو قوله تعالى: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً﴾[النور: 63] "غ".

([3]) قوله: [وقد تجئ] أي: قد تجئ ½قَدْ¼ للتحقيق مجرّدة عن معنى التقليل نحو قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء﴾ [البقرة: ١٤٤] لأنّ الفاعل هو الواجب تعالى فلا يصحّ التقليل ههنا.

([4]) قوله: [بينها.. إلخ] أي: بين ½قد¼ وبين فعله بالقسم نحو قوله: ع ½والله وقد لعمري بتّ ساهراً¼. –السهر: ½بي خواب شدن¼-.

([5]) قوله: [أفد... إلخ] البيت للنابغة، وقوله: ½أفد¼ فعل ماض على وزن ½علم¼ بمعنى ½قرب¼ أي: قرب ارتحالنا إلاّ أنّ الإبل الّتي نسير عليها لمّا تزل أي: لمّا تذهب برحالنا وكأنْ قد ارتحلنا لصحّة عزمنا على الارتحال. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279