إمّا دائماً نحو: ﴿كَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾[النساء: 17] أو منقطعاً نحو: ½كان زيد شابًّا¼، وتامة بِمعنى ½ثبت¼ و½حصل¼ نحو: ½كان القتال¼ أي: حصل القتال، وزائدة لا يتغيّر بإسقاطها معنى الْجملة كقول الشاعر شعر:
جِيَادُ([1])بَنِي أَبِيْ بَكْرٍ تَسَامَى |
عَلَى كَانَ الْمُسَوَّمَةِ الْعِرَابِ |
أي: على المسوّمة، و½صار¼ للانتقال([2])نحو: ½صار زيد غنيًّا¼، و½أصبح¼ و½أمسى¼ و½أضحى¼ تدلّ([3])على اقتران مضمون الجملة بتلك الأوقات نحو: ½أصبح زيد ذاكراً¼ أي: كان ذاكراً في وقت الصبح، وبِمعنى
([1]) قوله: [جياد... إلخ] الجياد هي الخيل السريعة، وتسامى أصله: ½تتسامى¼ من التسامي بمعنى الرفعة والعلوّ فحذفت إحدى التائين تخفيفاً، والمسوّمة بفتح الواو الخيل الّتي جعل عليها علامة، والعِرب بكسر العين جمع عربي وهو صفة المسوّمة، وقوله: ½جياد¼ مبتدأ مضاف إلى ½بني أبي بكر¼، وقوله: ½تسامى¼ خبره، وقوله: ½على كان... إلخ¼ متعلّق به، ولفظة ½كان¼ زائدة لا يتغيّر بحذفها معنى أصل الجملة كما بيّنه بقوله: ½أي على المسوّمة¼. "ي".
([2]) قوله: [للانتقال] إمّا من صفة إلى صفة نحو: ½صار زيد غنيًّا¼ أي: انتقل من الفقر إلى الغناء، أو من حقيقة إلى حقيقة نحو: ½صار الطين خزفاً¼، أو من مكان إلى مكان نحو: ½صار زيد من مكّة إلى المدينة¼، أو من ذات إلى ذات نحو: ½صار زيد من بكر إلى عمرو¼، وعلامته أن يتعدّى بـ½إلى¼، وإنّما لم يذكر المص ½آل¼ و½رجع¼ و½ارتدّ¼ و½استحال¼ مع أنها بمعنى ½صار¼ نحو: ½آل زيد غنيًّا¼ أي: صار غنيًّا، و½رجع زيد مقيماً¼ أي: صار مقيماً، و﴿فَارْتَدَّ بَصِيراً﴾[يوسف: ٩٦] أي: صار يعقوب على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام بصيراً، و½إنّ العداوة يستحيل مؤدّة¼ أي: يصير مؤدّة؛ لأنّ هذه الأفعال ملحقة بـ½صار¼ فلم يذكرها اكتفاء بـ½صار¼. "و".
([3]) قوله: [تدلّ] أي: تلك الأفعال الثلثة على اقتران مضمون الجملة الواقعة بعدها بتلك الأوقات، وهي الصباح والمساء والضحى نحو: ½أصبح زيد ذاكراً¼ و½أمسى زيد مسروراً¼ و½أضحى زيد حريناً¼ فالمثال الأوّل يدلّ فيه ½أصبح¼ على اقتران مضمون الجملة وهو ذكر زيد بوقت الصباح، وعلى هذا القياس المثالان الأخيران. "ي".