عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

قائم¼، والإضافة نحو: ½غلام زيد¼، ودخول لام التعريف كـ½الرجل¼، والجرّ والتنوين نحو: ½بزيد¼، والتثنية والجمع والنعت والتصغير والنداء فإنّ كلّ هذه خواصّ الاسم، ومعنى الإخبار عنه([1])أن يكون محكوماً عليه لكونه فاعلاً أو مفعولاً أو مبتدأً، ويسمّى اسماً لسموّه على قسيميه لا لكونه وسماً على المعنى، وحدّ الفعل: كلمة([2])تدلّ على معنى في نفسها دلالةً مقترنةً بزمان ذلك المعنى كـ½ضرب، يضرب، اضرب¼، وعلامته أن يصحّ الإخبار به لا عنه([3])، ودخول ½قد¼ والسين و½سوف¼ والجزم،



([1]) قوله: [ومعنى الإخبار عنه... إلخ] لَمّا كان سائر الخواصّ ظاهر المراد لَم يحتج إلى تفسيره ثانياً إلاّ قوله: ½صحّة الإخبار عنه¼ فإنّه خفيّ المعنى، فأشار إلى بيانه وإظهاره، فقال: ومعنى الإخبار عنه كذا وكذا، وقوله: ½أو مفعولاً¼ المراد به مفعول ما يسمّ فاعله وإلاّ فالمفاعيل الخمسة ليس منها شئ محكوماً عليه، وقوله: ½يسمّى¼ أي: الاسم الخ، إشارة إلى أنّ المختار عنده ما ذهب إليه البصريون من أنّ الاسم مأخوذ من السمو بكسر السين وسكون الميم بمعنى العلوّ؛ لأنه يسمو أي: يعلو على قسيميه، "ه".

([2]) قوله: [كلمة] موصوف جنس يشتمل المقصود وغيره، وقوله: ½تدلّ على معنى في نفسها¼ أي: بنفسها، صفة فصل خرج به الحرف، وقوله: ½دلالة مقترنة بزمان ذلك المعنى¼ فصل آخر خرج به الاسم، والمراد بالاقتران ما يكون بحسب الوضع فلا يخرج مثل ½نعم¼ و½عسى¼ "ه".

([3]) قوله: [ أن يصحّ الإخبار به لا عنه] الحاصل أنّ صحّة الإخبار به على قسمين أحدهما: ما يكون مع صحّة الإخبار عنه، وثانيهما: ما يكون مع عدم الصحّة، فالأوّل من علامات الاسم، والثانى من علامات الفعل، وقوله: ½دخول قد¼؛ لأنها إمّا للتقريب نحو: ½قد قامت الصلوة¼ أو للتقليل نحو: ½إنّ الكذوب قد يصدق¼ أو للتحقيق نحو: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ﴾ وكلّ ذلك لا يتصوّر إلاّ في الفعل، وقوله: ½والسين وسوف¼؛ لأنهما وضعتا للاستقبال، الأولى للقريب والثانية للبعيد، وذلك لا يكون إلاّ في الفعل، والحكمة في ذكر السين معرّفاً باللام دون ½سوف¼ أنّ السين جاءت على ستّة أنواع أحدها: للطلب نحو: ½استعجلت¼ أي: طلبت العجلة، والثاني: لوجود الشئ على صفة نحو: ½استعظمت زيداً¼ أي: وجدته عظيماً، والثالث: للتحويل نحو: ½استحجرت الطين¼ أي: جعلته حجراً، والرابع: سين الاستقبال كما مرّ نحو: ½سيضرب زيد¼، والخامس: سين الزيادة نحو: ½استطاع يستطيع¼ وهذه الخمسة مختصّة بالفعل، والسادس: سين الكسكسة أي: السكتة، وهي الّتي تلحق آخر كاف المؤنّث حالة الوقف نحو: ½مررت بكس¼، فإذا كانت متنوّعة احتاج إلى التعيين، فجاء بالمعرّف باللام، وقوله: ½والجزم¼؛ لأنه أثر الجوازم والجوازم مختصّة بالفعل فكذا أثرها، وقوله: ½أمراً أو نهياً؛ لأنهما للطلب والطلب لا يكون إلاّ في الفعل، وقوله: ½اتّصال الضمائر إلخ¼؛ لأنّ الإبراز أصل في الفاعليّة والفعل أصل في اقتضاء الفاعل، فاختصّ الأصل بالأصل، وأمّا المرفوعة فلأنّ الرفع علامة الفاعل والفاعل إنّما يكون للفعل، واحترز بقوله: ½وتاء التأنيث الساكنة¼ عن التاء المتحرّكة اللاحقة بالاسم، وإنّما لَم يجعل الأمر بالعكس بأن تختصّ التاء الساكنة بالاسم والمتحرّكة بالفعل؛ لأنّ الاسم خفيف والفعل ثقيل، فالمتحرّكة بالاسم والساكنة بالفعل أولى تعادلاً بينهما، وقوله: ½نوني التأكيد¼؛ لأنهما لتأكيد الطلب والطلب لا يكون إلاّ في الفعل، وقوله: ½يسمّى إلخ¼ أي: الفعل؛ لأنه في اللغة فعل الفاعل وهو الحدث، لا الزمان والفاعل، لكن يسمّى به لتضمّنه فعلاً لغويًّا، فيكون تسمية الفعل الاصطلاحيّ بتسمية الفعل اللغويّ، "و" وغيرها.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279