½الناس سعيد وشقي أمّا الذين سعدوا ففي الجنّة وأمّا الذين شقوا ففي النار¼، ويجب في جوابِها([1]) الفاء، وأن يكون الأوّل سبباً للثاني، وأن يحذف([2])فعلها مع أنّ الشرط لا بدّ له من فعل، وذلك ليكون تنبيهاً على أنّ المقصود بِها حكم الاسم الواقع بعدها نحو: ½أمّا زيد فمنطلق¼ تقديره: ½مهما يكن من شيء فزيد منطلق¼ فحذف الفعل([3])والجارّ والْمجرور وأقيم ½أمّا¼ مقام ½مهما¼ حتّى بقى ½أمّا فزيد منطلق¼ ولَمّا لَم
([1]) قوله: [ويجب في جوابها... إلخ] جواب سؤال أشرنا إليه آنفاً، وإنّما وجب الفاء في جواب ½أمّا¼ الشرطيّة وسببيّة الأوّل للثاني؛ لأنّ بكليهما يعلم كون ½أمّا¼ كلمة الشرط وبهما يستدلّ على ذلك، وإنّما لم يحكم بكون ½إِذَا¼ و½حَيْثُ¼ للشرط مع أنه قد يجئ الفاء في جوابهما كقوله تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ﴾ [الشرح: 7]، وكقولك: ½حيث زيد لقيته فأنا أكرمه¼ لعدم لزوم الفاء في جوابهما، فجعلوهما حين المجئ بالفاء ظرفين جاريين مجرى الشرط. "ي".
([2]) قوله: [وأن يحذف...إلخ] أي: ويجب أن يحذف فعل ½أمّا¼ مع أنّ الشرط لا بدّ له من فعل أي: من أن يدخل حرف الشرط على الفعل؛ وذلك أي: وجوب حذف فعلها ليكون ذلك الحذف تنبيهاً على أنّ المقصود بـ½أمّا¼ حكم الاسم الواقع بعدها لا الفعل.
([3]) قوله: [فحذف الفعل] وهو ½يكن¼ فبقي ½مهما من شيء فزيد منطلق¼ وحذف أيضاً الجارّ والمجرور وهما ½من شيء¼ فبقي ½مهما فزيد منطلق¼ وأقيم ½أمّا¼ مقام ½مَهْمَا¼ فصار: ½أمّا فزيد منطلق¼ ولمّا لم يناسب دخول حرف الشرط على فاء الجزاء قلّبوا الفاء من الجزء الأوّل إلى الجزء الثاني أي: من ½زيد¼ إلى ½منطلق¼ فصار: ½أمّا زيد فمنطلق¼، وإنّما وضعوا الجزء الأوّل بين ½أمّا¼ وبين الفاء، ليكون عوضاً من الفعل المحذوف ولئلاّ يلزم التوالي بينه وبين حرفي الشرط والجزاء. "غ" وغيره.