([1]) قوله: [محمّد] بالجرّ على أنه بدل أو عطف بيان، وبالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هو محمّد، وبالنصب على أنه مفعول لفعل محذوف أعني ½أعني¼، وهو في اللغة: البليغ في كونه محموداً، وفي الاصطلاح: علم لرسول الله ابن عبد الله ابن عبد المطلب بن الهاشم بن عبد المناف القريشي الأبطحي المضري المكي المدني قامت شريعته إلى يوم القيام.
([2]) قوله: [وآله وأصحابه أجمعين] أي: إفاضة الخير من الربّ المعبود نازلة على آله وأصحابه أجمعين، وإنّما ذكر الآل في الصلاة؛ لأنه أيضاً ثابت بالنقل والعقل، أمّا النقل فلقوله عليه الصلاة والسلام: ½لا تصلّوا عليّ الصلوة البتراء قالوا: وما الصلوة البتراء يا رسول الله؟ قال: تقولون اللهمّ صلّ على محمّد وتمسكون بل قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد¼، "ط". وأمّا العقل فلكون رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في غاية الكمال بالنسبة إلينا، فلا بدّ من واسطة وهم الآل والأصحاب الّذين فاضوا منه بحظّ جسيم؛ لأنّهم أقرب إليه منّا، ثُمّ الآل أصله: ½أول¼ على وزن ½فعل¼ فأبدلت الواو ألفاً وقيل: ½أهل¼ بدليل تصغيره على ½أهيل¼ فأبدلت الهاء همزة والهمزة ألفاً، وآل الرجل: ذريته وأهل بيته، ويجيء بمعنى القوم والنفس كما يقال: ½آل فرعون¼ و½آل موسى وهارون¼، وآل النبِيّ هم الّذين يحرم عليهم الصدقة وهم بنوهاشم، وقيل: آل النبِيّ متّبعوه في التقوى كما قال عليه الصلاة والسلام: ½آل محمّد كلّ تقيّ¼، "ك". وعلى هذا يكون الأصحاب داخلين في الآل فيكون ذكرهم بعده تخصيصاً بعد التعميم، والأصحاب جمع ½صَحْب¼ أو ½صَحِب¼ أو ½صاحب¼، وهو من شرف بصحبة النبِيّ عليه الصلاة والسلام مع الإيمان ولو ساعة ومات على الإسلام، فإن قلت: لا يصحّ أن يكون الأصحاب جمع ½صاحب¼؛ لأنّ ½فاعل¼ لا يجمع على ½أفعال¼، قلنا: الفاعل نوعان: وصفي واسمي، فالأوّل لا يجمع والثاني يجمع كـ½أنصار¼ جمع ½ناصر¼، وأجمعين تأكيد، وفي ذكر الآل والأصحاب جميعاً ردّ على الروافض والخوارج، في الأوّل على الثاني؛ لأنهم كانوا معاندين بالآل، وفي الثاني على الأوّل؛ لأنهم خصّوا بعض الصحابة بالصلاة دون بعض آخر لغلوّهم في محبّة الآل، ولذا جاء بالتأكيد، "ه".