بلفظ الجمع كقوله تعالى:﴿ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾[التحريم: 4] و﴿فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا﴾[المائدة: 38] وذلك لكراهة اجتماع تثنيتين فيما تأكّد الاتّصال بينهما لفظاً ومعنى([1]). فصل: الْمجموع اسم دلّ على آحاد مقصودة بحروفِ مفرده([2]) بتغيّرمّا([3])إمّا لفظيّ كـ½رجال¼ في ½رجل¼، أوتقديريّ كـ½فلك¼ على وزن ½أسد¼ فإنّ مفرده أيضاً ½فلك¼ لكنّه على وزن ½قفل¼، فـ½قوم¼ و½رهط¼([4])ونحوه وإن دلّ على آحاد لكنّه ليس
([2]) قوله: [بحروف مفرده] أي: مع حروف مفرده سواء كان بحروف مفرده المحقّق كما فِي ½رجال¼ أو بحروف مفرده المقدّركما فِي ½نسوة¼ فإنّه يقدّر له مفرد لم يوجد فِي الاستعمال وهو ½نساء¼ بضمّ النون على وزن ½غلام¼ فإنّ ½فِعْلَة¼ من الأوزان المشهورة لجمع المفرد على وزن ½فُعَال¼.
([3]) قوله: [بتغيّر مّا] أي: بأيّ تغيّر كان سواء كان بزيادة كـ½رِجَال¼ أو بنقصان كـ½طَلَبَة¼ أو باختلاف الحركات والسكنات حقيقة كـ½أُسْد¼ أو حكماً كـ½فُلْك¼؛ لأنّ ضمّته إذا فرضت كضمّة ½قُفْل¼ يكون مفرداً، وإذا فرضت كضمّة ½أُسْد¼ يكون جمعاً، ثمّ قوله: ½دل على آحاد¼ جنس يشمل الجموع وأسماء الأجناس كـ½تمر¼ و½نخل¼ واسماء الجموع كـ½رهط¼ و½نفر¼ وبعض أسماء الأعداد كـ½ثلثة¼ و½عشرة¼، وقوله: ½مقصودة بحروف مفرده¼ فصل خرج به اسم الجنس؛ لأنه لا يخلو إمّا أن يكون المقصود به الماهيّة أو الأفراد فالأوّل خارج بقوله: ½مقصودة¼ والثانِي خارج بقوله: ½بحروف مفرده¼؛ إذ ليس له مفرد، وكذا خرج به اسم الجمع والعدد؛ إذ ليس لهما مفرد.
([4]) قوله: [فقوم ورهط] أي: ممّا هو اسم جمع، وكذا ½تمر¼ و½نخل¼ ممّا هو اسم جنس، وإن تدلّ تلك الأسماء على آحاد لكنّها ليست بجمع عند سيبويه، وقال الأخفش: إنّ جميع أسماء الجموع الّتي لها آحاد من تراكيبها كجامل وباقر وركب وصحب وخدم وسفر جمع للدلالة على الآحاد فـ½جَامِل¼ عنده جمع ½جَمّال¼، و½بَاقِر¼ جمع ½بَقّار¼، و½رَكْب¼ جمع ½رَاكِب¼، و½صَحْب¼ جمع ½صَاحِب¼، و½خِدَم¼ جمع ½خَادِم¼، و½سَفَر¼ جمع ½سَافِر¼، وقال الفرّاء: كذلك أسماء الأجناس الّتي لها آحاد من تراكيبها جمع كـ½تمر¼ و½نخل¼، وأمّا اسم جمع أو اسم جنس لا واحد له من لفظه كـ½إبل¼ و½غنم¼
فليس بجمع بالاتّفاق. "غ".