عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

والاستقبال كاسم الفاعل ولذلك([1])سَمّوه ½مضارعاً¼. والسين و½سوف¼([2]) يخصّصه بالاستقبال نحو: ½سيضرب¼ و½سوف يضرب¼، واللام المفتوحة بالحال([3])، نحو: ½ليضرب¼، وحروف المضارعة مضمومة في الرباعيّ([4])، نحو: ½يدحرج¼ و½يخرج¼؛ لأنّ أصله ½يأخرج¼([5])، ومفتوحة([6])في ما عداه



([1]) قوله: [ولذلك... إلخ] أي لأجل المشابهة المذكورة سموا المضارع مضارعا؛ لأنه مشتق من المضارعة وهي المشابهة. "ي".

([2]) قوله: [والسين وسوف] إذا أدخلتهما يخصّص كلّ واحد منهما المضارع بالاستقبال فالأوّل بالاستقبال القريب كقوله تعالى: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ﴾[البقرة: 137]، والثاني بالاستقبال البعيد كقوله تعالى: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾[التكاثر: 3] كما أنّ الاسم يختصّ بأحد معانيه بواسطة القرائن، وإنّما عرّف المص المضارع بمشابهته الاسم؛ لأنّ المضارع لم يسمّ مضارعاً إلاّ بهذا المعنى؛ إذ معنى المضارعة في اللغة: المشابهة، وهي مشتقّة من الضرع كأنّ كلا الشبيهين ارتضعا من ضرع واحد فهما أخوان رضاعاً. "ع" وغيره.

([3]) قوله: [بالحال] أي: اللام المفتوحة تخصّص المضارع بالحال، ولقائل أن يقول: لوكانت اللام مخصّصة للمضارع بالحال لم تقع مع ½سوف¼ لمكان المنافاة بينهما وقد وقعت معه في قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾[الضحى: 5]، ويمكن أن يجاب بأنّ اللام تفيد التأكيد والحال، وفي الآية قد جرّد عن المعنى الحال لمعنى التوكيد. "ي".

([4]) قوله: [في الرباعيّ] المراد بالرباعيّ ما كان ماضيه على أربعة أحرف سواء كانت أصليّة كـ½دحرج¼ أو لا كـ½أخرج¼ فيقال: ½يدحرج¼ و½يخرج¼ بالضمّ على حرف المضارعة. "غ".

([5]) قوله: [يأخرج] ثمّ حذفت الهمزة لاجتماع الهمزتين، أو ثلث همزات عند همزة الاستفهام في صيغة المتكلّم الواحد، وأمّا حذف الهمزة فيما سواه فلاطّراد الباب. "ع".

([6]) قوله: [ومفتوحة] أي: حروف المضارعة مفتوحة فيما عدا الرباعيّ سواء كان ثلاثيًّا أو خماسيًّا أو سداسيًّا، وإنّما ضمّوا حرف المضارعة في الرباعيّ وفتحوه فيما سواه؛ لأنّ الرباعيّ فرع الثلاثيّ لوجهين أحدهما: أنّ الثلاثيّ قبل الرباعيّ، والثاني: أنّ وجود الرباعيّ يفتقر إلى وجود الثلاثيّ؛ لأنّ وجوده غير متصوّر بدون وجوده فيكون مفتقراً إلى وجوده فكان الثلاثيّ أصلاً والرباعيّ فرعاً، والضمّ أيضاً فرع الفتح؛ لأنّ الضمّ ثقيل والفتح خفيف والثقيل فرع الخفيف، فناسب الفرع للفرع أي: الضمّ للرباعيّ والأصل للأصل أي: الفتح لِما سوا الرباعيّ، ومنهم من قال: إنّ ضمّ حرف المضارعة في الرباعيّ لقلّة استعماله والفتح في غيره لكثرة استعماله، وفيه نظر؛ لأنه لو كان ضمّ حرف المضارعة في الرباعيّ لقلّة استعماله لوجب ضمّه في الخماسيّ والسداسيّ؛ لأنّ استعمالهما أقلّ منه إلاّ أن يقال: إنّ الخماسيّ والسداسيّ أثقل من الرباعيّ لكثرة حروفهما بالنسبة إلى حروفه فلو ضمّ حرف المضارعة فيهما لأدّى إلى الجمع بين الثقلين، فأعطي فيهما ما هو أخفّ الحركات وهو الفتح دفعاً للثقل الكائن فيهما من كثرة الحروف. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279