المذكورين فيجب الفاء فيه، وذلك([1])في أربع صُوَر، الأولى: أن يكون الْجزاء ماضياً مع ½قد¼ كقوله تعالى: ﴿إِِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ﴾[يوسف: 77] والثانية:([2])أن يكون مضارعاً منفيًّا بغير ½لا¼ كقوله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾[آل عمران: 85]، والثالثة([3]): أن يكون جملة اسميّة كقوله تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾[الأنعام: 160]، والرابعة([4]): أن يكون جملة إنشائيّة، إمّا
([1]) قوله: [وذلك] أي: عدم كون الجزاء أحداً من القسمين المذكورين حاصل في أربع صور، الصورة الأولى: أن يكون الجزاء ماضياً مع ½قد¼ لفظاً كقوله تعالى: ﴿إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ﴾[يوسف: 77] أو معنى كقوله تعالى: ﴿إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ﴾[يوسف: 26] أي: فقد صدقت "ي".
([2]) قوله: [والثانية] أي: الصورة الثانية أن يكون الجزاء مضارعاً منفيًّا بغير ½لاَ¼ بأن يكون منفيًّا بـ½مَا¼ أو بـ½لَنْ¼ أو بـ½لم¼ كقوله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ﴾... الآية [آل عمران : 85].
([3]) قوله: [الثالثة] أي: الصورة الثالثة أن يكون الجزاء جملة اسميّة كقوله تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾[الأنعام: 160]، ويجوز العطف عليها بالجزم لكونها في محلّ الجزم، ومنه قوله تعالى: ﴿مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرْهُمْ فِي﴾[الأعراف: 186] على قراءة من يجزم، وقرء مرفوعاً حملاً على ظاهر الجملة، ويجوز حذف الفاء في الشعر عند سيبويه كقوله: ½من يفعل الحسنات الله يشكرها¼، ومطلقاً عند الفرّاء، وأمّا ترك الفاء في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾[الشورى: 37] و﴿إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾[الشورى : 39] مع كون الجزاء جملة اسميّة فلأنّ ½إِذَا¼ هذه لمجرّد الظرفيّة ولا شيء فيها من معنى الشرط كقوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾[الليل : 1] "ي".
([4]) قوله: [الرابعة] أي: الصورة الرابعة أن يكون الجزاء جملة إنشائيّة إمّا أمراً كقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾[آل عمران: 31]، أو نهيا كقوله تعالى: ﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ﴾[الممتحنة: 10]، أو استفهاماً أو دعاء نحو: ½إن أكرمتنا فيرحمك الله¼، وكذا يجب الفاء في الجزاء في الصورة الخامسة وهي أن يكون الجزاء مضارعاً مثبتاً بـ½السين¼ أو ½سوف¼ كقوله تعالى: ﴿وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾ [الطلاق: 6]