عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

وزائدة([1])كقوله تعالى: ﴿ رَدِفَ لَكُم﴾[النمل: 72] أى: ردفكم، وبمعنى ½عن¼([2])إذا استعمل مع القول كقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ﴾ [الاحقاف: 6] وفيه نظر، وبمعنى الواو([3])في القسم للتعجّب كقول الهزلي شعر:

لِلَّهِ([4])يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ ذُوْحَيَدٍ

بِمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَيَّانُ وَالآسُ

 



([1]) قوله: [وزائدة] عطف على قوله: ½للاختصاص¼ مرفوع على الخبريّة أي: اللام زائدة كقوله تعالى: ﴿رَدِفَ لَكُم﴾[النمل: ٧٢] أي: ردفكم؛ لأنّ ردف متعدّ بنفسه.

([2]) قوله: [وبمعنى ½عن¼] أي: ويجئ اللام بمعنى ½عَنْ¼ إذا استعملت مع القول وما يشتقّ منه كقوله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾[مريم: ٧٣] أي: عن الَّذِينَ آمَنُوا، وفي الاستدلال بالآية على كون اللام بمعنى ½عَنْ¼ نظر؛ لأنّ صلة القول إذا وقعت اللام فهو بمعنى الخطاب، فإذا قيل: ½قال له¼ كان معناه: ½خاطبه¼. "رح".

([3]) قوله: [وبمعنى الواو] أي: ويجئ اللام بمعنى الواو الكائنة في القسم للتعجّب، وإنّما تستعمل اللام بمعنى الواو في القسم للتعجّب في الأمور العظام الّتي يستحقّ أن يتعجّب منها فلا يقال: ½لله لقد طار الذباب¼. "غ".

([4]) قوله: [لله... إلخ] فاللام للقسم وقوله: ½لله¼ متعلّق بـ½أقسم¼، وقوله: ½يبقى¼ بتقدير حرف النفي أي: لا يبقى، وقوله: ½على الأيّام¼ بحذف المضاف أي: على مرور الأيّام، وقوله: ½ذو حَيَد¼ فاعل لـ½يبقى¼، وقوله: ½بمشمخرّ¼ متعلّق به، وقوله: ½به الظيان والآس¼ جملة اسميّة صفة لـ½مشمخرّ¼، والحيد بفتح الحاء المهملة جمع حيدة وهي عقد في قرني الوعل، والمشمخرّ بالشين والخاء المعجمتين والراء المهملة على وزن ½مطمئنّ¼ الجبل العالي، والظيّان بفتح الظاء المعجمة اسم نبت طيب الرائحة، والآس شجر معروف وهو الريحان، وقيل: الآس قطرة من العسل تقع من النخل على الحجر فيستدلون بتلك القطرة على مواضع النحل، ومعنى البيت: والله لا يبقى على مرور الأيّام في الدنيا شئ ولا يسلم من الآفات الّتي تقع في الدهر حتّى هذا الوعل الّذي يعتصم بشواهق الجبل لا يبقى له ما يرعاه وما يشرب به فهو تعجّب، وقد يجئ اللام للصيرورة كقوله تعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً﴾[القصص: 8] أي: ليصير، وتسمّى هذه اللام ½لام العاقبة¼، وبمعنى ½فِيْ¼ كقوله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾[الأنبياء: 47] أي: في يوم القيامة، وبمعنى ½عِنْدَ¼ كهذه الآية؛ لأنه قيل: معناها: عند يوم القيامة، وبمعنى ½إلى¼ كقوله تعالى: ﴿كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ [الرعد: 2] أي: إلى أجل مسمّى، و½الحمد لله الذي هدانا لهذا¼ أي: إلى هذا، وللتوقيت كقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ [الإسراء: 78] أي: وقت زوالها، وبمعنى ½مع¼ كقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: 103] أي: مع الجبين، وبمعنى ½مِنْ¼ كقول الجرير: ½نحن لكم يوم القيامة أفضل¼ أي: منكم... إلخ، بمعنى الفاء كقوله تعالى: ﴿ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً﴾ [مريم: 66] أي: فسوف، وبمعنى ½أنْ¼ كقوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ﴾[البينة: 5] أي: أن يعبدوا الله. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279