m
الحمد لمن به الهدية، ومنه الدراية، وإليه الغاية، والصّلاة والسلام على مصدر العلوم والحكم، مرجع الخلائق والأمم، وعلى آله وصحبه التابعين في ملّته الناشرين لدينه. أمّابعد:
فيقول العبد الضعيف المفتقر إلى رحمة ربّه المقتدر المكنّى بابن داؤد غفرالله تعالى ذنوبه وستر عيوبه في الدارين بلطفه الخفي العلي العميم لكلّ ذي زيغ وزين بجاه حبيبه سيّد الثقلين: إنّ هذه فوائد ضيائية، جواهر لامعة، لقاصدي النحو كافية، رتّبتها في سلك الشرح على هداية النحو، بعد ما أنني شمّرت عن ساق الجدّ، وطويت كمّ الكدّ، وأخذت القلم معتمداً على الله تعالى متوكّلاً عليه، وحرّرت مِمّا وجدت في الهامية والدراية والغاية والفوائد الضيائية وحواشي عبد الغفور وعبدالحكيم ومولينا نور محمّد المدقّق وغيرها، والرجاء من الأحبّاء المكرمين أن يغطّوا عثر خطياتي بجلباب العفو والإحسان، ويستروا غويات سياتي برداء الصلاح بالإذعان، فإنّ الإنسان مركّب من الخطاء والنسيان، وما النصر إلاّ بالله الرحمن، وهو خير من يستعان، وهو الموفّق والمعين، ونعم المولى ونعم النصير، عليه توكّلت وإليه أنيب، ولاحول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.
اللّهم تقبّله منّي واجعله نافعاً للطلاّب وسبباً لنجاتي فإنّك على كلّ شئ قدير وبالإجابة جدير.
ابن داؤد الحنفي العطاري المدني