و½ضربتْ¼ أي: هي، وفي المضارع المتكلّم مطلقاً([1])نحو: ½أَضرِبُ¼ أي: أنا، و½نَضرِبُ¼ أي: نحن، وللمخاطب كـ½تَضرِبُ¼ أي: أنت، وللغائب والغائبة كـ½يضرب¼ أي: هو، و½تضرب¼ أي: هي، وفي الصفة أعني: اسم الفاعل والمفعول وغيرهُما مطلقاً([2])ولا يجوز([3])استعمال المنفصل إلاّ عند([4])تعذّر المتّصل كـ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾[الفاتحة: 5] و½ما ضربك إلاّ أنا¼
([1]) قوله: [مطلقاً] أي: سواء كان المتكلّم واحداً أو مثنّى أو مجموعاً مذكّراً أو مؤنّثاً، وإنّما استتر الضمير فِي المضارع للصيغ المذكورة أعنِي: المتكلّم مطلقاً والمخاطب واحداً مذكّراً والغائب واحداً لوجود القرائن الدالّة على الضمائر وهي الهمزة والنون والتاء والياء، بخلاف المخاطبة فِي الأصحّ وتثنية الغائب والغائبة وجمعهما وتثنية المخاطَب والمخاطبة وجمعهما. "ي".
([2]) قوله: [مطلقاً] أي: سواء كان اسم الفاعل أو المفعول أو الصفة المشبّهة أو اسم التفضيل مفرداً أو مثنّى أو مجموعاً مذكّراً أو مؤنّثاً، يكون الضمير فيها مستتراً، والألف والواو فِي ½ضاربان¼ و½ضاربون¼ مثلاً حرفان زِيدا علامة للمثنّى والمجموع كالألف والواو فِي ½الزيدان¼ و½الزيدون¼ وليسا بضميرين بدليل اختلافهما بالعامل. "سن" وغيره.
([3]) قوله: [ولا يجوز... إلخ] لأنّ الضمائر للإيجاز والاختصار والمتّصل أخصر من المنفصل لكونه أقلّ حروفاً من المنفصل فمتَى أمكن استعمال المتّصل لا يجوز العدول عنه، فلا يقال: ½ضربت أنت¼ ولا ½ضربت إيّاك¼ لعدم تعذّر استعمال المتّصل. "سن".
([4]) قوله: [إلاّ عند... إلخ] استثناء مفرّغ أي: لا يجوز استعمال الضمير المنفصل فِي جميع الأحيان إلاّ حين تعذّر استعمال المتّصل، والتعذّر إمّا يكون بسبب تقدّم الضمير على عامله نحو: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾؛ لأنه إذا تقدّم على عامله لا يمكن أن يتّصل بالأوّل؛ إذ الاتّصال يكون بآخر العامل، أوبسبب الفصل بين الضمير وعامله لغرض لا يحصل إلاّ بذلك الفصل نحو: ½ما ضربك إلاّ أنا¼؛ إذ لو حصل الغرض وهو التخصيص ههنا بغير الفصل لَم يتحقّق التعذّر، وإنّما تعذّر الاتّصال بالفصل؛ لأنّ الفصل ينافِي الاتّصال وبترك الفصل يفوت الغرض، أوبسبب كون عامل الضمير حرفاً والضمير المعمول له مرفوع نحو: ½ما أنت إلاّ قائماً¼ والتعذّر ههنا لعدم ما يتّصل به؛ إذ الضمير المرفوع لا يتّصل إلاّ بالفعل واتّصاله بغيره خلاف لغتهم بخلاف الضمير المنصوب والْمجرور فإنّه يجوز استعمالُهما بغيره نحو: ½إنّك¼ و½لك¼ و½كتابك¼، أوبسبب كون عامل الضمير معنويًّا وهو الابتداء نحو: ½أنا زيد¼ والتعذّر ههنا لكون عامل الضمير معنويًّا؛ لأنّ الاتصال إنّما يكون بالملفوظ لا بالمعنويّ؛ إذ ليس له وجود فِي اللفظ، أوبسبب حذف عامل الضمير؛ لأنه إذا حذف عامله لَم يوجد ما يتّصل به نحو: ½إيّاك والشرّ¼، وإنّما التعذّر ههنا لحذف عامل الضمير وهو ½اتّق¼، فإنّ جميع هذه الصور يجوز فيه استعمال الضمير المنفصل لتعذّر استعمال الضمير الْمتّصل. "سن".