عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

و½نزلت من على الفرس¼، والكاف([1])للتشبيه نحو: ½زيد كعمرو¼، وزائدة،([2])كقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾[الشورى:11]، وقد تكون([3])اسماً ........................................................

 



([1]) قوله: [والكاف] أي: والرابع عشر الكاف وهي للتشبيه نحو: ½زيد كالأسد¼، ولا بدّ للتشبيه من أربعة أشياء: المشبّه كزيد، والمشبّه به كالأسد، ووجه التشبيه كالشجاعة، وأداة التشبية كالكاف في المثال المذكور.

([2]) قوله: [وزائدة] عطف على قوله: ½للتشبيه¼ مرفوع على الخبريّة، نحو قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: 11] أي: ليس مثله شئ، وإنّما حكم بزيادة الكاف دون المثل؛ لأنّ زيادة ما هو على حرف واحد لا سيّما إذا كان من قسم الحروف أولى من زيادة الاسم، ولأنّ زيادة المثل توجب دخول الكاف على المضمر في التقدير وهي مختصّة بالظاهر، وأيضاً المقصود نفي المثل لا نفي مثل المثل، ولولم يكن الكاف زائدة لكان تقديره: ½ليس مثل مثله شئ¼، وقيل: المثل زائد دون الكاف؛ لأنّ الحكم بزيادة الكاف حكم قبل الحاجة إليه؛ لأنّ الحاجة إنّما تثبت عند ذكر المثل، وقيل: ليس شئ منهما زائداً؛ لأنّ الإعمال أولى من الإهمال ولا يستلزم هذا ثبوت المثل؛ لأنّ نفي مثل المثل يستلزم نفي المثل بطريق الكناية فيكون نفي مثل المثل بالصراحة ونفي المثل بالكناية والكناية أبلغ من الصريح. "سن" وغيره.

([3]) قوله: [وقد تكون] أي: الكاف اسماً بمعنى المثل إذا دخل عليها حرف الجرّ، كقول الشاعر: شعر

بِيْضٌ ثَلاَثٌ كَنِعَاجٍ جُمٍّ

يَضْحَكْنَ عَنْ كَالْبَرَدِ الْمُنْهَمِّ

½البيض¼ بكسر الباء جمع بيضاء، وهو صفة لمحذوف أي: نساء بيض، وهو مبتدأ وخبره ½يضحكن¼، و½النعاج¼ بالكسر جمع نعجة بالفتح وهي ههنا أنثى بقر الوحش، و½الجمّ¼ بالضمّ جمع جمّاء وهي الّتي لا قرن لها، و½البرد¼ بالتحريك حبّ الغمام، و½المنهمّ¼ بتشديد الميم الثانية من الانهمام الذائب، ومعنى البيت: نساء بيض ثلاث مشبّهات بنعاج لا قرن لها يضحكن عن أسنان مثل البرد الذائب في الصفاء والنقاء، وموضع الاستشهاد فيه ½كالبرد¼ من حيث إن الكاف فيه اسم بمعنى مثل، ولا يخفى أنّ الكاف لا تقع اسماً عند سيبويه والمحقّقين إلاّ في الضرورة، وذهب كثير منهم الأخفش والفارسي إلى جواز وقوعها اسماً في السعة فجوزوا في ½زيد كالأسد¼ أن يكون الكاف في موضع رفع على الخبريّة والأسد مخفوضاً بالإضافة، ويجئ الكاف للتعليل كقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة : 198] أي: لِما هداكم، وقال الفرّاء: قد يجئ الكاف بمعنى ½عَلَى¼ كقول بعض العرب: ½كخير¼ في جواب من قال: ½كيف أصبحت¼ أي: أصبحت على خير. "ي" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279