كقول الشاعر شعر:
يَضْحَكْنَ عَنْ كَالْبَرَدِ الْمُنْهَمِّ
و½مذ¼([1])و½منذ¼ للزمان إمّا للابتداء في الماضي كما تقول في شعبان: ½مارأيته مذ رجب¼، أو للظرفية في الحاضر نحو: ½ما رأيته مذ شهرنا ومنذ يومنا¼ أي: في شهرنا وفي يومنا، و½خلا¼([2])و½عدا¼ و½حاشا¼ للاستثناء نحو: ½جاءني القوم خلا زيد وحاشا عمرو وعدا بكر¼.
([1]) قوله: [و½مذ¼] أي: والخامس عشر ½مذ¼ والسادس عشر ½منذ¼ وهما للزمان إمّا لابتداء الغاية في الزمان الماضي كما تقول في شعبان: ½ما رأيته مذ رجب¼ أي: ابتداء انتفاء رؤيتي إيّاه من رجب إلى الآن، أو للظرفيّة بمعنى ½فِيْ¼ من غير اعتبار معنى الابتداء في الزمان الحاضر أي: الّذي اعتبرته حاضراً وإن مضى بعضه، يعني: إذا أريد بهما الزمان الذي اعتبر حاضراً فالمراد أنّ جميع زمان الفعل هو ذلك الزمان الحاضر نحو: ½ما رأيته مذ شهرنا ومذ يومنا¼ أي: في شهرنا وفي يومنا، أي: جميع زمان انتفاء رؤيتي إيّاه هو هذا الشهر أو اليوم الحاضر عندنا، ولا يجوز دخولهما على المستقبل؛ لأنّ وضعهما للماضي والحال، وقال الحديبي: إن أريد بمدخولهما ابتداء الزمان الماضي والانتهاء فتكونان للابتداء، وإن أريد بهما الزمان الحاضر من غير تعرّض للابتداء والانتهاء فتكونان للظرفيّة بمعنى ½فِيْ¼. "ي".
([2]) قوله: [و½خلا¼] أي: والسابع عشر ½خلا¼ والثامن عشر ½عدا¼ والتاسع عشر ½حاشا¼، فهذه الثلثة للاستثناء أي: لاستثناء ما بعدها عن حكم ما قبلها لكنّ ½حاشا¼ يستعمل في الاستثناء عن السوء لتنـزيه المستثنى عن حكم المستثنى منه نحو: ½أساء القوم حاشا زيد¼ ولذلك لا يحسن قولك: ½صلّى الناس حاشا زيد¼ لفوات معنى التنـزيه، وإذا جررت بهذه الثلثة ما بعدها فتكون حروف الجرّ ولهذا عدّها المص منها، وإذا نصبت بها ما بعدها فتكون أفعالاً، واعلم أنّ ½حاشا¼ من حروف الجرّ على الأصحّ، و½عدا¼ و½خلا¼ منها على الأضعف. "غ".