بمعنى أنه ليس كل مقوِّم[1] للسافل مقوم للعالي، فإنّ "الناطق" مقوم للسافل الذي هو الإنسان وليس مقوماً للعالي الذي هو "الحيوان". قوله: [والمقسّم بالعكس] أي كل مقسّم للسافل مقسّمٌ للعالي ولا عكس[2] أي كليا، أما الأول فلأنّ السافل قسمٌ من العالي فكل فصل حصل للسافل قسماً فقد حصل للعالي قسماً؛ لأنّ قسم القسم[3] قسم، وأما الثاني فلأنّ الحساس مثلاً مقسّم للعالي الذي هو الجسم النامي وليس مقسماً للسافل الذي هو الحيوان. قوله: [وهو الخارج] أي الكلي الخارج[4]، فإنّ المقسم معتبر في جميع مفهومات الأقسام، اعلم أنّ الخاصة تنقسم إلى خاصة شاملة لجميع ما هي خاصة له كالكاتب بالقوّة للإنسان، وإلى غير شاملة لجميع أفراده كالكاتب بالفعل للإنسان.................................................
[1]قوله: [كل مقوم] فصلا قريبا أو بعيدا، فلا يرد أنه إن أريد بالمقوم الفصل القريبُ فلا شيء من المقوم القريب للسافل مقوم للعالي، وإن أريد الفصل البعيد فكل مقوم بعيد للسافل مقوم للعالي. (تحفة)
[2]قوله: [ولا عكس أي كليا] يعني: أن هذا رفع الإيجاب الكلي، فيجوز أن يكون بعض مقسم العالي مقسم للسافل فإن الناطق بانضمامه إلى الجوهر وجودا وعدما مقسم للجسم ومع ذلك مقسم للحيوان أيضا. (تحفة)
[3]قوله: [لأن قسم القسم قسم] تقريره: أن مقسم السافل قسم من السافل والسافل قسم من العالي وقسم القسم قسم، فينتج: مقسم السافل قسم من العالي فحينئذ نقول: مقسم السافل قسم من العالي، وكل قسم من الشيء مقسم له فينتج: كل مقسم السافل مقسم العالي. وهو المطلوب. (قم)
[4]قوله: [أي الكلي الخارج] تنبيه على أن تذكير الضمير بتأويل الخاصة بالكلي فإنها كلي رابع من الكليات الخمسة. (تحفة)