عنوان الكتاب: شرح التهذيب

العلم...................................................

عبارة عن الألفاظ والعبارات طائفةٌ من الكلام قدمت أمام المقصود لارتباط المقصود بها ونفعها فيه، وإن كان عبارة عن المعاني فالمراد من المقدمة طائفة من المعاني[1] يوجب الاطلاع عليها بصيرةً في الشروع وتجويز الاحتمالات الأخر[2] في الكتاب يستدعي جوازها في المقدمة التي هي جزؤه لكن القوم لم يزيدوا على الألفاظ والمعاني في هذا الباب. قوله: [العلم[3]] هو الصورة[4] الحاصلة من الشيء[5]  


 



[1]قوله: [طائفة من المعاني] لا يخفى على المتفطّن أن المقدمة على الأول "مقدمة الكتاب" وعلى الثاني "مقدمة العلم"، فمقدمة العلم: "ما يتوقف عليه الشروع في مسائله كمعرفة حده وغايته وموضوعه". ومقدمة الكتاب: "طائفة من الكلام قدّمت إمام المقصود لكونه مرتبطا بها سبب إعطائها النفع فيه. (تحفة)

[2]قوله: [وتجويز الاحتمالات الآخر....إلخ] دفع دخل مقدر وتقريره: المقدمة جزء الكتاب، والكتاب يحتمل أحد معان سبعة كما سبق، فيحتمل للمقدمة أيضا بإزائها سبعة معان، فلِمَ اقتصر على الإثنين أي: الألفاظ والمعاني؟ تقرير الدفع: نعم الاحتمالات السبعة جارية في المقدمة أيضا لكن القوم اصطلحوا على الإثنين، ولا مناقشة في الإصطلاح. (تحفة)

[3]قوله: [العلم] العِلم على قسمين: حصولي وحضوري، الأول ما يحتاج فيه إلى حصول صورة المعلوم والثاني خلافه. وكل منهما ينقسم إلى حادث وقديم؛ لأنه لو كان العالِم قديما فالعِلم قديم كعِلم الواجب تعالى بنفسه. وعلمِ العقول بأغيارها (عند المناطقة اليونانية) وإلا فحادث كعِلْمنا بنفسنا وبأغيارنا. (ملا جلال)

[4]قوله: [هو الصورة] أي: المثال الذي يمتاز به الشيء  وهو الوجود الذهني الذي لا يترتب عليه الآثار الخارجية ويسمى ذلك الوجودُ صورة ووجودا ظلّيا وذهنيّا وغير أصلي، وهذا هو مرادُ من فسّر الصورة بالماهية؛ فإنها باعتبار الحضوري العلمي يسمى صورة وباعتبار الوجود الخارجي عينا. واعلم أيضا أن الصورة كيف؛ لأنها هيأة وعرض لا يقتضي لذاتها قسمة ولا نسبة فالعلم كيفٌ أيضا. (تحفة)

[5]قوله: [الحاصلة من الشيء] يعني: أن العلم هو الصورة الناشية المنتزعة منه سواء كانت له أو لا ولم يقل: ½صورة شيء¼ بالإضافة؛ لأن المتبادر من إضافة الصورة إلى الشيء أنها مطابقة له فيخرج ما لا تطابقه كالجهل المركب بخلاف ما قال؛ فإن الصورة الناشية من شيء قد لا تطابقه. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304